كتاب " مضاف إليه " ، تأليف توفيق حيدر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
بعد قليل سأقترفُ جريمة قتل. طبعاً أنتم تريدون أن تعرفوا من ولماذا سأقتل. هذا أمر مهم جداً لكم. فليس من المعقول ألاّ أشرح هذا لكم. هذه مسألة منطقية وينبغي أن تكون طبيعية أيضاً. الكثير من الناس قتلوا ولهم أسبابهم الخاصة. وهناك دائماً أسباب خاصة. أمّا الأسباب العامة فتبدو أنها توجد في الحروب: لماذا يتجهُ الجندي المتحمّس إلى الموت غير آبه بأسباب الحياة؟ إنه نوع من قتل جماعي مغلّف بأسباب سياسية، بصرف النظر عمّن معه حق (أليس للحرب طرفان دائماً؟) على كل حال يهجم الجندي هذا على المواقع المعادية ويصطدم بالعدّو. فإذا مات كان شهيداً، وإذا لم يمت كان بطلاً! إنّه يهجم ليقتل لا ليلعب. فهل تكديس السنوات يمكن أن يؤدي إلى تغيير جذري في حياة المرء؟ هاكتفاي تحملان أربعين عاماً ووجهي طافح بزمن غير محدّد كصورةٍ واضحة؟ طبعاً سيعتبرني الكثير منكم أني مجنون وأن القتل هو ضرب من الجنون! أو كمن ينتحر. فالقاتل هو في الواقع جبان كونه لا يستطيع مجابهة الواقع بمعقولية، لا يستطيع التحدي الجدي، لا يستطيع العيش المشترك أو لا يقدر أن يتحمل. وعدم القدرة على التحمل هو ضعف وجبن بلا أدنى شك.
مشاركات المستخدمين