أنت هنا

$5.99
من قضايا اللغة، والأدب، والنقد

من قضايا اللغة، والأدب، والنقد

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

تاريخ النشر:

2013

isbn:

978-9957-30-346-4
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

في كتاب "سواد في بياض"، للأديبة الدمشقية الصديقة السيدة وداد سكاكيني محاسني، مقال بعنوان: "الأدب المكشوف"، تحدثت فيه حديثاً عابراً عن بعض ألوان الأدب ومذاهبه. ومما جاء فيه قولها:
"واشتطّت جماعة في مذهبها، ففرضت على التعبير قيوداً وحدوداً لا تعبأ بمسوّغات البيان، وكان دأبها الهبوط بمعاني الأدب ومثاليّته، إلى مشكلات الشعب ومعيشته. وأخذت هذه الطائفة تردد كلمة (الواقعية) في آثارها ودعوتها، فخلطت بين الموضوعية ومفهومها الخاص من الواقع الذي يقتصر على تصوير المجتمع بسواده وشعبيته، بحرمانه وهوانه، دون اكتراث للفن وقواعد التعبير وإطاره؛ وكأنّ الواقع البائس، والتبرّم الثائر ينبوان عن تذوّق الفن، والإحساس بالجمال، أو أنه تخلى في كفاحه اليومي عن مطالب النفس، حتى استغنى عن كلّ ما يخفّف عن متاعبه هموم العيش والروح (ص92).
قرأت هذا وابتسمت، لأن الذين يقولون مثل هذا – وأنا واحد منهم -أصبحوا اليوم جماعة ينكرها جيل الأدباء العرب اليوم، ويرون في تفكيرها "رجعيّة، وعمالة، وخيانة"، وخروجاً على مفاهيم العصر الأدبية، التي تنبع من الشعب، وتصبّ في الشعب"، والتي "تعيش كفاح الجماهير الكادحة"، وما إلى ذلك من التعابير العائمة الهائمة السائبة؛ فكأن معايشة الأدب للشعب والكفاح والجماهير، معناها جفاف الأدب من التعبير الجميل، وخلوّه من سحر الكلمة والعبارة، بل كأن "كفاح الشعب" يعني أن تجعل الشعب كلّه يحمل السلاح ويقتل، ويكون كله ثائراً، لا يعرف غير الصراع الطبقي، وغير الحقد والنقمة، وكأننا حين نضع في كلّ يد بندقية، نجعل الكلام الهائج وحده كل الأدب وكل الفن.

(مقدمة المؤلف)