أنت هنا
نظرة عامة
كتاب " هوان النعيم " ، تأليف جميل السلحوت ، والذي صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع ، اما عنها فهي رواية تاريخية للمستقبل وللأجيال اللاحقة، ولأولئك الذين لا وقت لديهم لقراءة تفاصيل التاريخ والسنوات المملّة والممرضة بأحداثها التي تكثر فيها الأحزان والإحباطات، أو أولئك الذين يكرهون مادّة التاريخ ومتابعة تسلسل الأحداث الماضية، وكون (هوان النعيم) رواية اجتماعية ثقافية أدبية في الأساس، فستقلل الكثير من النفور من قراءة ما مرّ على الشعب الصارم الذي أيقظته صدمة الاحتلال الصهيوني والشتات، ليعمل ليل نهار، ويوسع مدارك كلّ من يعيشون حوله، وكأن الشعب الفلسطيني هو خروف العيد الذي فدى به إبراهيم ولده وشعبه، حين ذبح الخروف بدل ابنه، أو هو إنه المسيح الذي فدى شعبه بصلبه، فتنبه العرب بعد نكبة فلسطين، ليعيشوا في مأمن من المؤامرات، أو أصبح لديهم المهارة والحرص حتى لا يحدث معهم كما حدث مع الفلسطينيين، (فؤاد: وعدم الاعتراف بالهزيمة حالة مرضية يصعب شفاؤها، وبالتالي سنبقى مهزومين إلى ماشاء الله) صفحة 75، وهكذا نجت الدول العربية القريبة من إسرائيل من الصدمات التي ألمّت بالفلسطينيين، وانتشر الوعي بين الشعوب وتماسكوا وسلمت من الخطر الصهيوني، فلم يسمحوا بحدوث كوارث احتلالية لأيّ قطر عربي آخر إلا الجولان السوري منبع الماء والخيرات والاستيعاب السكاني غير المحدود، ثم إن شتات الشعب الفلسطيني المثقف أفاد معظم الدول العربية، بل والكثير من دول العالم الآخر فكان مركب النقص في الشخصية الفلسطينية، حين حرموا من بقائهم ونموهم وتقدمهم على أرض وطنهم فلسطين، خلق دافعاً ومحرضاً لهم على إثبات وجودهم أينما حلوا، لبلورة منفعة البلد والشعب الذي يقيم فيه الفلسطيني أو يجاوره أو يعمل عنده.
مشاركات المستخدمين