وبسبب ذلك ولحاجة الناس للعلم فإنهم يلجأون الى الجهلة .. فعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فسُئلوا فأفتوا بغير علم " (أخرجه الشيخان وأحمد) .. ألا ترى ذلك حادثا بشكل واضح في وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية .. إذ أصبحت فيها الصحف تتنافس في تخصيص صفحات .. والفضائيات في تخصيص برامج للإفتاء .. ليقوم بذلك أعداد غفيرة من أصحاب الألقاب العلمية .. هذه الألقاب التي أصبحت تُمنح للعالم وغير العالم .. ولو أضفنا الى ذلك جيوش أئمة المساجد ووعاظها ممن تعينهم حكومات بلداننا ممن لا يتعدى مؤهلهم الطاعة العمياء لتعليماتها .. والالتزام بسياساتها وبرامجها .. نعم لو جمعنا أعداد كل هذه الجيوش من الجهلة المتعالمين لعرفنا مدى الكارثة التي تحل بأمتنا العربية والاسلامية .. ولا نملك هنا إلا القول : لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ! .

 

7 . ظهور أدعياء النبوة

 

عن ثوبان أن رسول الله (ص) قال : وإنه يكون في أمتي كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم الأنبياء ، لا نبي بعدي .. " ( أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي) .. وفي رواية أخرى عن سمرة بن جندب أن النبي (ص) قال : " لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذّابا ، آخرهم الأعور الكذاب" (أخرجه أحمد والبخاري والترمذي) .

 

ظهر هؤلاء الكذبة في الماضي وما زالوا يظهرون بين الحين والآخر .. فمنهم من ظهر في زمن النبي (ص) مثل الأسود العنسي في اليمن الذي قُتل في حياة النبي (ص) ..

 

ومسيلمة الكذاب في اليمامة الذي قُتل في خلافة أبي بكر .. وطليحة بن خويلد الأسدي وسجاح التميمية والمختار بن أبي عبيد الثقفي الذين ظهروا في زمن الصحابة والخلفاء الراشدين .. ثم ظهر الحارث الكذاب في خلافة عبد الملك بن مروان ..كما وخرج جماعة منهم في زمن الخلفاء العباسيين.

 

وإذا انتقلنا الى العصر الحديث فنذكر منهم ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ظهر في الهند .. وادعى النبوة أولا ثم انتحل صفة المهدي .. ثم اشتط أكثر في ادعائه .. فادعى أنه عيسى بن مريم عليه السلام ..وتعرف طائفته ب" القاديانية " نسبة الى قرية " قاديان " التي ولد فيها في الهند .. كما وتسمى بالأحمدية " لأنه سمى نفسه أحمد ليواطيء اسمه اسم نبينا وحبيبنا محمد (ص) .

 

فانظروا الى تقلب هذا الكذاب في انتحال صفات النبيين والمهدي .. ولعله من المفيد هنا أن نذكر أن بريطانيا هي من أوحت له بالنبوة ورعتها وسوقتها له .. فمن تعاليمه المستقاة من المصلحة البريطانية " أن حرم العنف " .. والعنف هنا هو مقاومة الاستعمار البريطاني .. أي أنه حرم مقاومة ذلك الاستعمار .. أما العنف من الطرف الآخر والاستعمار والتجبر ونهب الثروات فهو مباح وأي اباحة .. فانظروا الى مثل هذه التعاليم ومدى تقاطعها مع مصالح الاستعمار وسالبي أوطان الشعوب وخيراتها .. لذا نراها تلقى كل ترحيب من أعداء الاسلام والمسلمين من الصهاينة وأتباعهم .. فانظروا الى مدى الرعاية لها من هؤلاء وعملائهم في افريقيا وغيرها .. لتجدوا أن القاديانية ما هي إلا صناعة بريطانية تخدم أغراض الاستعمار الغربي من جهة .. وتعادي وتحارب الاسلام والمسلمين من الجهة الأخرى .

 

وممن ظهر في العصر الحديث المرزا علي محمد رضا الشيرازي في ايران .. فهذا أيضا ممن أوحي اليه .. ولكن من الحركة الصهيونية العالمية هذه المرة .. وليرعاها الاستعمار البريطاني أولا ثم يلقى الرعاية من جميع أعداء الاسلام والمسلمين بهدف تفكيك وحدة .. وتعرف هذه الحركة بداية ب"الحركة البابية " نسبة اليه إذ سمى نفسه ب(الباب) .. ثم وبعد موته أصبحت تعرف ب " الحركة البهائية " نسبة الى خليفته الميرزا حسين علي الملقب بالبهاء .

 

8 . أ ن تلد الأمِة ربتها

 

عن عمر بن الخطاب قال بينما نحن جلوس عند رسول الله (ص) إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر . قال : "فأخبرني عن الساعة " . فال : " قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل . قال : " فأخبرني عن أمارتها؟ قال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان " ( أخرجه مسلم) .

 

قال العلماء إن ذلك قد تحقق في الماضي بسبب الفتوحات والسبي .. فالسبيةُ اذا ولدت من سيد أو أمير ابنة لها .. أصبحت هذه الابنةُ سيدةً أو أميرة لتبعيتها لوالدها .. أما الأم فتبقى أمةً لأنها سبيةٌ .. فتصبح الابنة والحالة هذه سيدة (أو ربة) أمها .