You are here

قراءة كتاب بيان الفردوس المحتمل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بيان الفردوس المحتمل

بيان الفردوس المحتمل

كتاب "بيان الفردوس المحتمل" للكاتب الفلسطيني عبد عنبتاوي، الذي يقول في مقدمته: "ليس هذا التمهيد مُجرّد مُقدِّمَة لولوج النصّ، بل جزء عُضويّ منه وفيه، فهو عُنصر حيويّ ومُؤسِّس من مَضمونه وشكله، من معناه ومَبناه..

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
إِنها محاولة ارتحال بين الخُلاصات، وإِطلاق سَراح الفكرِ والجَمَال والحُرِّيات.. وقد تبدو هذه المادة، للوهلة الأولى، مُتجاوِزَة للواقع ومُفْرِطَة في الهَذَيان، هَرْطَقة أو جُنونًا، مُقلِّدَةً أو مُتأَثِّرَةً، ما أَعتبرُه إتِّهامًا «طبيعيًا».. !!
 
فهذا الإنتاج ينْبَلِجُ من خارج البيئة الاجتماعية والثقافية والفكرية القريبة والمُحيطة والسَّائِدَة، ورَدًّا عليها، لكن بالتأكيد من داخل إِطارها المَكاني والزَّماني، من داخل وطنها وبيئتها، ما يزيدها غُربةً واغترابا..
 
والإِمساك بتلابيب معاني هذه النصوص إدْراكِيًا، من حيث مرجعيَّاتها غير المُحدَّدَة وغير المحدودَة، ومن حيث مَراميها، إِنما يتطلب الإِحاطة بالكثيرِ من فَهم الدَّلالات المعرفية والثقافية لتكوُّنِها وانْبِثاقها، بما يتجاوز مُجَرَّد الاِندهاش أو الانْبِهار، التجنّي أو الاتهام، الرفض أو النُّفور.. ففي هذه المادة تَتَأنَّق الفكرة كبطل النَّص، بِما هو أبعد من حدود اللغة الحاضِنَة.. ففيها ما هو جديد وما هو مُتجدِّد، ما هو حديث وما هو مُسْتَحْدَث، وما هو قابِل للتلقيح والاستحداث، وأهم ما فيها هو مُحاولة النُّمو والارتقاء كَضَالَّةٍ مَنْشودَة وبوصَلَةٍ مُوَجِّهَة..
 
ولَمْ تَمُرّ هذه الأفكار بعملية «تنسيق» ولم يَجْـرِ عليها أيّ «تَنْميق»، قبل وخلال تدوينِها، إلاَّ في المبنى اللّغويّ والفَنيّ لبعضِها، فقد انبثقتْ طبيعية وتَلقائية، وانطَلقتْ على سَجِيَّتِها، دون أن تكون ارتجاليّة أو عَشوائية، لتُشكِّل كُلٌّ منها مَسْكَنًا خاصًا، ولتُؤلِّف في تَتَابُعِها وتَناسُقِها كُلاًّ مُتماسِكًا.. وهي تخلو كلِّيًا من التِّكرار والاجترار، وإنْ بدا غير ذلك، في القراءة الأولى.. كما أنّ تَبْويبَ هذه الأفكار وِفقًا للمواضيع وعَنْوَنَة الفُصول لم تكن بالشَّأْنِ اليَسيرِ، لتداخُلِها وتتابُعِها وتَكامُلِها..
 
تتحرّك هذه الأفكار بين العقل والجُنون، بين المَأساة والمَلْهاة، بين الوجود والعَدَم، بين الهدم والبناء، لكنها بعيدة عن التَّرَفِ .. وهي مُتَمَرِّدَة ولا تلتزم بمرجعية ومنهجية، لكنها مُنسَجِمَة ومُتناغِمَة مع ذاتها في الجوهر والاتجاه، وفيما تَرْمي إليه من مَقاصِد المعنى، وإن بَدا غير ذلك في المبنى..

Pages