You are here

قراءة كتاب بيان الفردوس المحتمل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بيان الفردوس المحتمل

بيان الفردوس المحتمل

كتاب "بيان الفردوس المحتمل" للكاتب الفلسطيني عبد عنبتاوي، الذي يقول في مقدمته: "ليس هذا التمهيد مُجرّد مُقدِّمَة لولوج النصّ، بل جزء عُضويّ منه وفيه، فهو عُنصر حيويّ ومُؤسِّس من مَضمونه وشكله، من معناه ومَبناه..

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
فهذه النُّصوص تحْمِل أكبر مما يبدو، وتحتمِل أكثر مما هو ممكِن، وترنو الى أبعد مما يُرى، وتصبو الى تجاوُز ما يبدو مُستحيلاً.. ورُبَّما تكون هي بدايات للفلسفة الدُنْيَوِيَّة اللاميتافيزيقيَّة، أو مُكَمِّلَة لها، تلك الفلسفة اللادوغمائية والتي تتحرَّك بين العالَم الظاهِر والعالَم الواقِع، بين تَجلِّي الحياة وحقيقتها، وهي فلسفة ما زالت عَذْراء، لكنها غير مُحَصَّنة من الاختراق.. وهي أيضًا تحاوِل أن تَتَجَسَّد كفلسفة « ما بعد الخيرِ والشرِّ».. !؟
 
إنها وَصَايا الحياة الأَرضية في مواجَهَة وصايا الموت السماوية، وهي لا تحتاج ولا تَحْتَمِل، بل لا تريد، أن تُلْصَق أو تُنْطَق بلسان نبيٍّ أو راهِبٍ أو ناسِكٍ أو حكيم، لا من شرق الغرب ولا مِن غرب الشرق.. لكنها وَصايا لا تتناوَل التفاصيل ولا تتعامَل مع الحَيْثيّات، إنها مبادئ وقِيَم، إنها مسارات تفكير ومسيرة حياة، تَحْمِلُ في ثناياها دعوةً جامِحَةً لتغييرٍ جَذْرِيٍّ بُنْيَوِيٍّ شامل..
 
فمسألة العِلاقة بين الإنسان والحياة في الوجود، كمسألة العلاقة بين الصحيح والجيّد في الأخلاق، ما زالت حادَّة وحالِكَة وإشكاليّة، مِنْ حيث من يقف بالمركِز، الإنسان أم الحياة؟! الصحيح أم الجيّد؟! تعاليم الارض والحياة أم تعاليم السَّماء والموت؟! وفي غِمار هذه التساؤُلات المِطْرَقيّة يَتَسَرَّب التّيه والقلق الى مختلف معالِم حياتنا، ويغزونا الشَّك في مسيرة البحث عن يقين، فنرتاح حيناً في ظِلِّ المنفى، وأحيانًا في لهيب الاغتراب الإراديّ.. فَذات المنفيّ مُتحرِّرَة، وشخصية المُغْتَرِب مُتجاوِزَة لتضاريس الواقع وطُقوس المجتمع وحدود المستحيل..
 
وعلى الإنسان أن يكون قانِعًا وصادِقًا بأفكارِهِ حَدّ القَسْوَة.. وقد تكون هذه الافكار، أو بعضها، طَموحَة حَدّ العُزلَة، لانها تُكْتَب وتحيا لأجلِ قِلَّةٍ من الناس، هم في كلِّ مكان وغير موجودين في مكانٍ بعينه، وهم في كلِّ زَمانٍ وليس في زَمانٍ مُحَدَّد..
 
وقد تَتَماهى الافكارُ هذه، تتقاطَع وتَتَواصَل في بعض الجوانب، مع عَدَدٍ مِمَّن مَضَوْا، لكنها تُحَاكي بالتأكيد مَنْ لَمْ يولَدوا بَعْد.. وقد تُولَد من جديدٍ في الغَدّ، أو بعد الغد أو بَعْدَ بعده.. وهذا الكتابُ يَحْتَمِل، وفقَ مضامينه، أكثر من تسميةٍ وعُنوان، منها: رسائل مَفتوحة من المستقبل والماضي الى أبناء الحاضِر، أو رسائل مفتوحة الى الأحياء، أو وَصايا غير لاهوتيَّة لأبناء الحياة، أو الإنجيل السَّابِع، أو هكذا تتكلَّم الحياة، أو هكذا يتكلم الإنسان ابن الحياة، أو الإنسان في مواجهة بشريّته.. لكنهُ يبقى في ماهيّته: بيانُ الفردوسِ المُحتَمَل أو المُمكن..!!

Pages