You are here

قراءة كتاب القادم من القيامة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القادم من القيامة

القادم من القيامة

رواية "القادم من القيامة"؛ عنوان ينقلك الى السماء مباشرة الى عالم الغيب، ويظهر ذلك جليا من خلال الرسم التعبيري على غلاف الرواية، حيث يقف انسان في ظل شجرة وهو ينظر الى غيمة في السماء.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
- ألو نعم !
 
- لا أصدق، هل ما زلت صاحيا حتى هذا الوقت؟
 
- ماذا تفعل؟
 
- أفكر ماذا سأكتب لك لو بعثت إليك رسالة؟
 
- فقط·
 
- لا طبعا، حولي كثير من النسوة البيض، وأنواع الشراب والمأكولات·
 
- لا أدري لماذا أصبر نفسي على سماع صوتك بعد هذه السنين، رغم كل ما حدث·
 
- لم يحدث شيء، أنت ذهبت···
 
- لا أريد، أن أسمع المزيد، تصبح على خير·
 
- أصبحنا في الأربعين·
 
- إلى الجحيم، لماذا تتحسر أنت··
 
- اخرس وتابع تفاهاتك··· سلام·
 
قبل أكثر من ثلاثة وثلاثين عاما، ذهبت أنا وأنت إلى المدرسة في يومنا الأول لدخول عالم كان مسكونا بهواجس غريبة، نهضت أمي مبكرا صبيحة ذلك اليوم، سمعت صوت الحطب اليابس يتكسر بين أصابعها، حملت سخان الماء بيدها وسخنت لي الماء، غرقتني في ذلك الوعاء الحديدي الصدئ، غرفت الماء وسكبته على رأسي، كانت قطعة الصابون البيتي كبيرة، كنت أتألم كلما تحركت فوق رأسي، قالت أمي: بمناسبة ذهابك إلى المدرسة سأحممك بصابونة جديدة، لفت رأسي بخرقة قماش، كان رداؤها قد ابتل تماما، حملتني وأجلستني على ركبتها، قالت: إن الماء الذي تحممت به نظيف، لأنك لم تلعب بالأمس، كان والدي قد اشترى لي ملابس جديدة، بلوزة مخططة بالأخضر والأسود بشكل دائري، فرحت بها كثيرا لكنني اعترضت على البنطال، كان خصره مشدودا بمطاط، ولم يكن له مكان لوضع الحزام الجلدي الذي تمنيته، على أية حال، مشطت أمي شعري ووضعت عليه قليلا من زيت الزيتون، طرقت أنت الباب، كانت حقيبتك جلدية، وكانت تفوح منك رائحة العطر، بعد الزيت، علقت لي أمي محرمة جديدة بدبوس أسفل قبة بلوزتي، سألتك: لماذا تحضر الحقيبة!

Pages