You are here

قراءة كتاب القادم من القيامة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القادم من القيامة

القادم من القيامة

رواية "القادم من القيامة"؛ عنوان ينقلك الى السماء مباشرة الى عالم الغيب، ويظهر ذلك جليا من خلال الرسم التعبيري على غلاف الرواية، حيث يقف انسان في ظل شجرة وهو ينظر الى غيمة في السماء.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
سأحملها حتى يعرف الجميع بأنني دخلت المدرسة، أجبت، لم يكن أبي قد أحضر لي الحقيبة حتى ذلك اليوم·
 
خرجنا سويا، كانت الشمس بموازاة عيوننا بالضبط، ركضنا بشكل لولبي، كنت أنا أضع السروة بين فخذي وأركبها كحصان، ثم أتركها وأمشي·
 
عمر الشجرة الآن نحو أربعين سنة، باسقة غليظة، قال جدي إنها ملجأ للأفاعي الرقطاء والغليظة، قالوا: لو أنها تباع خشبا····
 
ضرب الأطفال صديقنا، ظهيرة ذلك اليوم ضربا مبرحا، كان سمينا بعض الشيء، يلبس بذلة بيضاء، طويل، شعره أسود يسترسل على جبهته، تعلو خديه حمرة خفيفة يزينها بعض النمش الخفيف، ضربه بعض الطلاب لأن المدرس جعله يقف على رأس الصف؛ لأنه كان الأطول، قا ل له أحد الطلبة إنه أطول منه، أوقعوه أرضا، مزقوا حقيبته، امتلأ أنفه بالتراب، تجمد التراب والدم في أنفه، بكى بحرقة، تحولت بذلته البيضاء إلى حمراء، كان خدش عريض قد ظهر من كم قميصه الممزق··
 
كان الممثل قبل ساعات يجر أمه المصابة، بيده المكسورة، والدم ينزف من جمجمته، كانت النار قد أصابتها بشكل مريع، كان التراب قد التصق بجبهتها وجبهته مع الجلد المحترق، حمل الممثل أمه، وهو يصرخ··· أماه·· أماه·· سنعود إلى البيت، ظل يجرها ويجر نفسه، حتى دخل البيت المحترق، وهناك ألقى نفسه مبتسما على ركبتها وقال: سنعود إلى البيت للمرة الأخيرة·· عندها، ظهرت الكلمة البشعة على شاشة السينما··· The End .
 
أخذناه إلى دورة المياه بعد أن تعاركنا مع الصبية، لفترة ليست بالقصيرة، غسلنا عنه التراب، وشربنا من >مطرة< ماء كانت في حقيبته·· ابتسم وشكرنا··· وقال:
 
ما ذنبي أنا، إن الأستاذ يريدني أن أقف أولا·
 
هل رأيت··· كانت ابنته تنظف يده التي علق بها التراب مع الدماء، لقد جف الدم وترك التراب على راحة يده، جرح كبير قد تخثر فيه الدم والتراب وبعض الحصيات الصغيرة البيضاء، مسكت ابنته يده بعد أن هربت من حضن أمها··· وقالت: لماذا لم يغسل أبي يديه، كما يفعل دائما، أبي، أبي، هيا إلى البيت·· معنا، أخذها أحد المشيعين·· وأعادها إلى أمها التي شرقت بالبكاء، وشرقنا معها، كانت جميلة للغاية، تشبهه عندما كان صغيرا، كان بعض النمش يعلو خديها الناعمين، هل تذكر عندما جاء ذلك الشاعر ليسأل عن صورة لها معنا وهي صغيرة، حتى يسجل ملامحها في سجل البطولة الذي يرصده عن مظاهر البطولة في البلد، قبل ساعات قليلة كان المغني المريض·· بعينيه الغائرتين وأصابعه الرقيقة وعنقه الذي تخططه الشرايين··· يغني:-
 
وسترجع يوما يا ولدي مهزوما··· مكسور الوجدان··

Pages