You are here

قراءة كتاب يا صاحبي السجن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
يا صاحبي السجن

يا صاحبي السجن

رواية "يا صاحبي السجن" للشاعر والروائي الأردني د. أيمن العتوم ، صدرت في طبعتها الثالثة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر للعام 2013، وتحكي الرواية تجربة الشاعر بين عامي 1996 و 1997.

تقييمك:
3.66665
Average: 3.7 (3 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
- شروق الشّمس لا ينتظر النّائمين·
 
- لم يكن الأمر بيدي· قالوا لي: إنّ القافلة لا يمكن أن يستخفّها الطّرب بدون حادٍ يحفظ أغنياته···
 
- أنتَ واهم !!
 
- صدّقيني· دخلتُ لأحفظ تضاريس وطني، دخلتُ لكي أستطيع رسم خارطة بلادي على جدار القلوب الميّتة· لم يكن معي غير الحرف، كان أحمر وكانت القلوب حمراء، إنّها تجربتي الأولى، وإلاّ فما حاجة القلوب الحمراء إلى حروفٍ حمراء مثلها··· يا لأسايَ؛ لم تحفظ تلك القلوب شيئًا !!
 
- ألم أقل إنّك واهم· هذه ليست تضاريس لوطن؛ لكنّها وطنٌ يُصنع لتضاريس· إنّهم يرسمون لك حدود بيتك، ويقيسون بطباشيرهم دائرة حياتك· هل تستطيع أن ترسم بغير طباشيرهم ؟!! حبُّكَ لي لم يزدْكَ إلاّ ضلالاً !!
 
- ولكنْ أعرفُ النّاس بالحبّ أجهلُهم· اعتمدتُ على بوصلة الحبّ العفويّ· هل يُمكن للنّجوم أن تغيّر مسارها وهي تدور دورتها الأزليّة حول مركزها؟! أنا لم أكن إلاّ نجمةً في سمائك، لا يُمكن أن أتصوّر أنّني أُخطئ دورتي حول مركزك أبدًا !!
 
كانت العاشرة مساء، لستّة أيّام خلتْ من أيلول، لأربعة أعوامٍ بقيتْ من عمر القرن العشرين··· العاشرة مساءً من زمن الأحلام المسفوحة، وأنا أجلس فوق حصير الألم، وأنتظر ساعات الفجر لكي أمارس طقوسي في تعتيق الحبّ المُركَّز··· تمرّ - أحيانًا - الدّقائق أثقل من جبال الأوهام، وهي تُصارع مدّ البحر القادم من زمن الله· كم تحتاج عقارب السّاعة من القوّة لتتغلّب على جاذبيّة الوقت الثّقيل !!!
 
 أنظر إلى قلب أمّي قبل دخول غرفتي··· أتذكّر (مكسيم غوركي): قلب الأمّ زهرة لا تذبل إنّها الآن معي لكي تشهد مع أبي كم نحن نحبّ، وكم نحن نعشق!!
 
 لا تُهاجِمُك الذّئاب إلاّ إذا كنتَ مُعطَّرًا بدماء الحبّ؛ الذّئاب تتبع رائحة الدّماء، والنّساء تتبع دمَ الرّائحة، وفي تلك اللّيلة بالذّات، كنتُ مُثخَنًا بدماء الحبّ، وعلى موعدٍ رائعٍ مع الذّئاب··· وكأنّ الله هيّأ أمّي - ذات القلب الفائق الأحاسيس - لأوّل مشهدٍ حقيقيّ·
 
 طَرَقاتٌ مُتقطّعة على الباب· أعرفُ مِنْ إيقاعها أنّها غريبة، وأنّها جافّة· دلفتُ في الممرّ الطّويل خارجًا من البيت باتّجاه الباب الرّئيسيّ، لألتقي وأبي الخارج من غرفته القريبة من الباب هناك··· ومعًا فتحناه وتواجهنا مع صورةٍ جديدةٍ للوحةٍ لم تقف بكامل ألوانها أمامنا فيما مضى··· ثلاثةٌ بلباسٍ مدنيّ، ورابعٌ بلباس عسكريّ، يزدهون بأجهزة اللاسلكيّ الجوفاء في أيديهم، وهي تُصدر زعيقًا متواصلاً، أشبه ما يكون في بعض الأحيان بهرير نَمِرةٍ جريحة·

Pages