You are here

قراءة كتاب رفرفات العنقاء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رفرفات العنقاء

رفرفات العنقاء

تتناول الكاتبة د.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
- صورة مع الأمورة يا عالم·
 
ثم ينزلق عائداً من حيث أتى، وهو يغمزني بعينه وكأنه يقول:
 
- هل ترين؟ لقد تفوقت عليك، تفوقت على حيائك·
 
أما أثناء ركوبي الباصات، وكانت مكتظة بالناس معظم الوقت، فكان الركاب يتبارون في أي منهم يترك مكانه لي، أو يضع توقيعه على الجبص، مع بعض الكلمات المبهجة من تمنيات بالشفاء العاجل ل الأمورة الغندورة إلى أغاني شعبية فرحة تسر القلب·
 
- في بيت خالتي سميرة:
 
كانت فترة إقامتي تلك في القاهرة بداية جيدة لفتاة تخرج من وطنها لأول مرة·
 
فبعد خروجي من المستشفى، أقمت مع خالتي (سميرة) وأمها، جدّتي، في شارع قصر النيل، وسط الحي التجاري المزدهر في القاهرة، وليس مع شقيقي حسام كما كان متوقعاً مني· فقد كان ما زال يدرس الطب، وكان شديد الانشغال بدراسته الأكاديمية، ويغيب عن البيت معظم ساعات النهار، وبعضاً من ساعات الليل، مما اعتبر واقعاً غير ملائم لسكني معه، أنا ابنة السابعة عشرة آنذاك، والخارجة من مدينتها ومن بين أهلها لأول مرة، والقادمة لأول مرة كذلك إلى القاهرة، المدينة الواسعة، المتعددة الجنسيات والثقافات·
 
كانت الأشهر التي أقمت فيها مع خالتي سميرة ووالدتها شديدة الثراء· فسميرة مبعدة بقرار من إدارة جامعتها (الجامعة الأمريكية في بيروت) حيث كانت تتابع دراستها، وذلك بسبب كونها عضواً قيادياً في حركة الاحتجاجات ضد (حلف بغداد) في ذلك الوقت· وجرى لجوؤها إلى جمهورية مصرالعربية على هذا الأساس، وكانت مصر، آنذاك، ملجأ للمناضلين السياسيين اللاجئين من الدول العربية· فشعوب تلك الدول كانت تفور بالحركات المناهضة للاستعمار، خصوصاً بعد العام (1948) وضياع الجزء الأكبر من (فلسطين)· وفي القاهرة تم تعيين خالتي (سميرة) للعمل في (المجلس الأعلى للآداب والفنون) بقرار من رئيس الدولة، الرئيس (جمال عبد الناصر)، بناء على طلبها هي في أن تأخذ راتباً بناء على عملها، وليس فقط لكونها لاجئة سياسية، كما كان حال آخرين من دول عربية مختلفة·

Pages