تتناول الكاتبة د.
You are here
قراءة كتاب رفرفات العنقاء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
الفلسطينيات منهن مميزات· كن يسحرنني بنشاطهن وشخصياتهن القوية· أذكر منهن: ليلى حنبلي، وسهام شفيق أبوغزالة، ونائلة عادل زعيتر، ونوال شكري المصري، وجهاد النابلسي، وعايدة نجار، وسامية بركات، ونجوى البيطار، ووجيهة الشهابي، ورباب سليمان النابلسي، ورباب وصفي أبوغزالة،········· وكن يأتين من شتى مدن فلسطين· وقد كن، هؤلاء الطالبات، من أوائل من درس في الجامعات المصرية من فلسطين، كما أكملت معظمهن دراستهن العليا لاحقا، وحصل بعضهن على درجة الدكتوراة، وتبوأن مراكز عالية في الأردن أو فلسطين، أو عملن في جامعاتها لدى إنشاء تلك الجامعات لاحقاً·
كان بيت الراهبات يعج بالحيوية عندما تكون جميع الطالبات فيه، أي بعد غروب الشمس، حيث كانت أبوابه تقفل في الساعة السابعة أو الثامنة مساء، حسب كون الفصل صيفاً أم شتاء· وكان وقت تواجدنا معاً في البيت هو وقت النقاش وتحليل ما مررنا، ومرت البلد، والمنطقة به، من أحداث· كما كان وقتنا للعب والدردشة· وقد تعلّمت في ذاك المكان، مصطلح (النضال النقابي) وإجراءاته· فقد كنا نرى أن الطعام الذي تقدمه لنا الراهبات غير كاف لتغذيتنا، وكنا نقوم بالاحتجاج على ذلك، تارة بالامتناع عن تناوله، وذلك بوضعه بعيداً عنا، ونحن ندق على صحوننا الفارغة بالملاعق والسكاكين، وتارة أخرى بالخروج من صالة الطعام إلى صالة الجلوس، احتجاجاً على وضعنا الغذائي· ومما زاد الطين بلة ما قالته إحدى الطالبات في يوم من أنها تسللت إلى غرفة طعام الراهبات، ورأت أصناف اللحم والخضار والفاكهة والحلويات الموضوعة على طاولة طعامهن· فسال لعابنا وازداد إحساسنا بالغبن، وازدادت مطالبنا بمعاملة عادلة، وخاصة لأن ذلك المكان كان يعتبر من الأكثر تكلفة من بين بيوت الطالبات في القاهرة· ولم تكن الراهبات تستجيب لطلباتنا، بل كن يتجاهلنها· مع أن نوعية الطعام كانت تتحسن في اليوم التالي، إلا أنه كان يعود ليسوء في الأيام التالية·


