رواية الكاتب البحريني محمد عبد الملك "الإمبراطور الصغير" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2010، نقرأ من أجواء الرواية:
قراءة كتاب الإمبراطور الصغير
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الإمبراطور الصغير
الصفحة رقم: 5
يواجه الإمبراطور المجهول ويبحث عنه لكي يصبح معلوماً وواضحاً فيسهل القضاء عليه· يعرف مواطنو بلاد الأرخبيل هذه المعادلة، ويرسمون أحلامهم ويبنون قلاعهم· يرسل الإمبراطور الصغير مخبريه إلى كل المدن؛ ليأتوا إليه بقصاصات الصحف العربية والأوراق التي تحتوي مطالبهم· في النهاية لا يصل إلى شيء· في الصباح يتصفح في مكتبه أوراق (أحرار الوطن)· يتململ جسده وهو يستمع إلى الترجمان، ويزداد وجهه احمراراً، ويصعد في رأسه دخان إثر نار لاسعة·
يرفع الترجمان رأسه إلى الأعلى وينظر إليه؛ ليرى رد فعله· تظهر الانفعالات الوحشية في وجهه وينتابه خوف·
- هل أواصل سيدي؟·
يهز الإمبراطور رأسه· يقرأ المترجم نداءً مكتوباً في جريدة الرابطة موقع باسم (عربي)· النداء موجّه لأهالي الجزر· وكاتب النداء منهم· فماذا يقول النداء؟ أيها الناس طالبوا بحقوقكم
يتوقف الترجمان وينظر إلى الإمبراطور الذي يعرف لغة الأهالي شفاها· ويقرأ شيئاً واضحاً في وجهه·
يقول الإمبراطور:
- مَنْ كتب هذا الكلام؟
- أحرار الوطن··
- عليهم اللعنة·
يقولها بلكنة أهل الجزر منحرفة· يشعل سيجارة وينظر إلى الصحيفة· يتناولها· يضعها على مكتبه دون أن يرفع رأسه عنها·
ينظر إليها من جديد ·
يسأل الإمبراطور الصغير الترجمان: هل تحدثوا كالعادة عن قامتي القصيرة؟ يرفع سمّاعة التلفون ويطلب قومندان الشرطة، يفكّر ملياً ويقول:
- ماذا يجري في هذه الجزر؟ كانوا هادئين عقوداً؟
لا يريد إجابة· هو الآن يعرف كل شيء!
لكن المتغيّرات لا تحدث في مكان واحد فقط· وهي مثل أحجار ساقطة من مرتفع·
يردد الإمبراطور بصوت مرفوع ·· لا يسمعه أحد:
- يبدو أن هذه الكارثة لن تنتهي·
يناجي نفسه· يخاطب أناه· ويحفز قواه الخارقة، ويتأهب لمعركة جديدة قادمة فيها امتحان لقدراته كرجل عسكري، وحاكم مطلق، ستمتحنه الإمبراطورية وتراقبه إدارة المستعمرات· وهناك المندوب السامي الذي يراقبه عن قرب· يتذكر الإعلانات المتكررة التي تلصق على الجدران، وفي الصحف، وفي محطات الإذاعات العربية··
فهل هو الإمبراطور الصغير؟
وهل هو عصا الإمبراطورية؟