كتاب ياسر حجازي الذي حمل عنوان "دهشة التفاح" وصف بانه قصص قصيرة لكن محتوياته ذات النكهة الخاصة تتجاوز بالفعل هذا الوصف.
You are here
Books by Subject
Best Views
Newest
قراءة كتاب دهشة التفاح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
أخذَ الواطئُ حيرتَهُ وقعدَ على مقعدٍ خشبيٍّ، عيونهُ جاحظةٌ صوبَ الصخرتينِ، لكنَّ البيادقَ قدْ أحكمتْ مخبأها·
لَمَحْتُ أثراً لعاشقينِ اسْتَلْقَيَا هاهنا بعدما نبذتهما المدينةُ· المدينة التي لم تُبِحْ لهما جداراً أو سريراً· كان الفتى يُبَكِّرُ في القدومِ· ثمّة آثارٌ تفضحُهُ·
للفتى أنْ يَتخيّلَ ليلتَهَ كيفما شاءَ مع فتاتهِ التي سحرتْهُ مثلما سحرها أيضاً، حتّى لَمْ يعُدْ أحدٌ منهما يرى شيئاً في المدينةِ إلا عبر صاحبه·
كان الموجُ كسولاً·
كان الشاطئُ حريصاً·
***
رأيتُ نساءً متّشحات بأسمال بالية، أطفالاً عراة الصدر، رجالا لا حول لهم· كانوا يودّعون شيخاً مكسوراً بأغانٍ يملؤها الأمل· خرجتِ البيادق من جيوبِ الصخرتين حتّى اقتربت منهم وأومتْ إليّ·
كان زورقُهُ خَشباً بمجدافين ثقيلين· أُجبرَ غصباً أن يرحلَ وحيداً بلا حمولةٍ، أنْ يموتَ بلا رفيق· مضى الزورق يحملُ الشيخ المكسور وحيداً بلا حمولة، معه قنديل لتراه الظلماتُ وسعفةٌ من نخلةٍ زرعها أبوه يوم أنْ بشّرته القابلة بمولود سليم·
اختبأ الواطئُ خلف الصخرتينِ حين رأى المغنّيَ بين الناسِ· ضحكت البيادقُ منه· بينما الرمل يستفزّ الموجَ للنـزال لكنه آثرَ السكينة· لأمر ما يخاف الرملُ كلّما جنحَ الموجُ للسّلْمِ·


