You are here
قراءة كتاب المرشد إلى الطهارة المقبولة بإذن الله
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
4 . الماء الذي لاقته نجاسة
اعلم أخي أن لهذا النوع من الماء حالتان هما :
أ . أن تغير فيها النجاسة طعم الماء أو لونه أو رائحته .. ففي هذه الحالة لا يجوز التطهر به .. كما أجمع عليه علماء المسلمين .
ب . أن لا تغير فيها النجاسة أيا من طعم الماء أو لونه أو رائحته .. فهو هنا طاهر ومطهر .. أي أنه يمكنك التطهر به قليلا كان أم كثيرا .. لحديث أبي هريرة قال : " قام أعرابي فبال في المسجد فقام إليه الناس ليقعوا به ، فقال النبي (ص) : " دعوه وأريقوا(أي صبوا) على بوله سجلا ً (دلوا) من ماء ، فإنما بُعِثتم مبسرين ولم تُبْعَثوا مُعَسرين " (رواه الجماعة الا مسلم ) .. ولحديث أبي سعيد الخدري قال : قيل يا رسول الله أنتوضأ من بئر بُضاعة (بئر المدينة) ؟ فقال : " الماء طهور لا ينجسه شيء " (رواه أحمدوالشافعي ) .. علما بأن هذا البئر كانت تُلقى به نفايات .. ولكن لم تغير هذه النفايات أيا من طعمه أو لونه أو رائحته .
5 . السؤر ( ما بقي في الإناء من ماء بعد الشرب)
اعلم أخي أن حكم هذا النوع من الماء أو الشراب يختلف باختلاف من شرب من ذلك الاناء .. واليك أخي حكم كل منها :
أ. فإذا كان الشارب آدميا فهو طاهر .. لا فرق في هذا أمسلما كان الشارب أم كافرا .. جنبا أم حائضا أم نفساء .. لحديث عائشة قالت : " كنت أشرب وأنا حائض ، فأناوله النبي (ص) ، فيضع فاه على موضع فمي " (رواه مسلم) .
وأما النجاسة التي نعت بها الكافر في قوله تعالى : " إنما المشركون نجس " (التوبة - 28) .. فالمقصود بها النجاسة المعنوية .. فالنجاسة هنا هي نجاسة الاعتقاد الباطل .. وعدم تحرزهم من الأقذار والنجاسات .. وهذا لا يعني أن أبدانهم نجسة .. كما وأنهم كانوا يخالطون المسلمين في المدينة .. وكذلك كانت تأتي رسلهم ووفودهم على النبي (ص) ويدخلون مسجده .. فلم يأمر بغسل أي شيء لمسوه أو أصابته أبدانهم .
ب. وإذا شرب من الاناء ما يؤكل لحمه من الحيوانات.. فلعاب مثل هذا الحيوان تَولَّد من لحم طاهر فأخذ حكمه .. وقد أجمع أهل العلم على طهارة ما شرب منه أحد هذه الحيوانات كما يذكر أبو بكر بن المنذر..
ت. ما شرب منه البغل والسبع وجوارح الطير .. اعلم أخي أن مثل هذا الماء طاهر ويمكن التوضؤ به .. لحديث ابن جابر قال : " سئل النبي (ص) : " أنتوضأ بما أفضلت الحُمُر ؟ قال : نعم ، وبما أفضلت السباع كلها " (رواه الشافعي والدارقطني ) .
ج . ما شربت منه الهرة .. اعلم أخي أن مثل الماء طاهر .. لحديث كبشة بنت كعب زوجة أبي قتادة قالت : " أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له .. فجاءت هرة تشرب منه فأصغى (أمال) لها الاناء حتى شربت منه ، فرآني أنظر فقال : أتعجبين يا ابنة أخي ؟ فقال : إن رسول الله (ص) قال : " إنها من الطوافين عليكم والطوافات " (رواه الخمسة) .
د . ما شرب منه الكلب والخنزير.. اعلم أخي أن الماء الذي شرب منه الكلب أو الخنزير هو نجس لحديث أبي هريرة الذي ذكرناه في موقع سابق .. وأما ما شرب منه الخنزير فهو نجس .. فالخنزير نجس لقوله تعالى : " .. أو لحم الخنزير فهو رجس (نجس) " (الأنعام) .. فهو نجس بذاته وينجس كل ما لامسه أو أصاب منه .