في رواية «وجهة البوصلة» لنورة الغامدي، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر2002، تبرز صيغ عدة للعلاقة المأزومة بين المرأة المثقفة والرجل.
قراءة كتاب وجهة البوصلة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
* دعيها·· دعي أجنحتها تروض ذيل الحورية·· تعاود إعادة خلق الأنثى·
* تعتقد بأنه سيكون لها جزء أنثى كامل تام·· كصدرها وشفاهها·
* الزمن معك لي··
يحتد ثم يهدأ·· يتابع بهدوء أكثر·
في أوقات أجد أنك·· كلك صَدَفَة·· وفي أوقات أشعر بك عروس بحر تسكرها ضمة عنيفة تفجر أضلعها، فيسيل العسل المهدى من بين نهديها·· يسد طريقه وتعرقله حراشيف تحف معالم السّرة وما جاورها·· وفي أوقات أشعر بك أنثى كاملة أُريد أن أبتلعها كأن لم تكن··
··يصمت على الطرف الآخر·· تأتي أنفاسه تتمة لصوته، تتمة لنبراته العميقة، تتمة لهزله·· لرغباته·· ومن وسط غيبوبة عارية يقول:
* هل هناك شيء تعترضين عليه في حديثي·· أو بالأحرى لا توافقينني بشأنه·
يتابع بلا تحفظ قائلاً:
* بماذا تشعرين في هذه اللحظة ؟·
* مخدرة··
* الخدر أنواع !
* كيف ؟
* هناك خدر استرخاؤه شبيه بالنائم·· وهناك استرخاء يحرضك على أن تكتشف كل المناطق التي بداخلك·· وهناك خدر آخر هو هجعة الجسد حيث يقول: لا أُريد لأحد أن يلمسني·· فأي خدر تعنين ؟·
* كأني هواء·· بل دخان·· لا أدري·· لا أدري·· لدي إحساس متعب·· فأنت ستذهب·· ستغلق سماعة الهاتف، وسأتعب ففي هذه اللحظة أريد أن نكون معاً·· ليس في مكانك ولا مكاني·· لا في فراشك أو فراشي·· وليس في الأرض ولا في السماء·· بل فوق غصن توت يتدلى من نافذة·· من نافذة طولية في دهليز مظلم مضاء ببقايا أضواء المدينة، تفوح منه رائحة عطر بائت محسوس·· وتنتشر في أرجائه بقايا دخان عود أزرق·· وأنت تلتحف بزرقة السماء، ووجهك ورقة من أوراق التوت·· لا تراني عينان، ولا تلمسني شفاه، تحوطك يداي، ويحميني صدرك، وكلما حاولت أن أفلت تشدني وتستبقيني·· ولا كلام·
ساعتها·· كل الأصدقاء سيعقدون حفلتهم كما يشاؤون·
* ألا تشفقين على حفلة الملائكة من شغب البشر ؟·
* أنت تخيفني·· أفق وإلا هربت بأمنيتي··
* لست الذي يصحو، وكأنما هناك زرّ يتحكم به·· تارة يصحو·· وتارة ينام·· فأنا إذا كنتُ في لحظة ربانية لا يوجد هناك قوة تتحكم في صحوي ومنامي، بل هكذا تأتي الأشياء·· فأنا أريدك الآن معي كلك بدون انتقاء وبدون شروط·· فمدي يديك··
* إليك··
* لهف قلبي··
* اليوم تخيلتك·· وكأنني أتيت إلى مدينتك·· بي حنين إلى المكان لكن ثامر قيد إحساسي نحو المدن، وجيره لحساب الألم وتلف الأعصاب، ورغم ذلك فما زلت أمارس لعبة الإخلاص·· ألقن نفسي دائماً ثامر ولا رجل آخر·
لكن بداخلي هتافاً صغيراً··
صباح الخير يا وطني·
صباح الخير يا قلبي·