You are here

قراءة كتاب تاريخ نشأة الحزب الإسلامي العراقي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تاريخ نشأة الحزب الإسلامي العراقي

تاريخ نشأة الحزب الإسلامي العراقي

تاريخ نشأة الحزب الإسلامي العراقي- مذكرات مؤسسي الحزب الاسلامي العراقي في مرحلة التأسيس    
تأليف: كاظم أحمد المشايخي
الناشر: دار الرقيم - العراق (2005)

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
الأخوان المسلمون
 
هم جماعة نشأت في أكبر معقل استعماري في مصر مدينة الإسماعيلية، وذلك على أثر إهانة المسلمين من الإنجليز المرابطين في قناة السويس، وذلك باحتقارهم واستغلالهم واستخدامهم في أحقر الأعمال، وقد أحس بهذا الاحتقار وهذه المهانة ابن الإسماعيلية البار، مجدد القرن العشرين الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله، إذ وهبه الله إدراكا واسعا للأمور وحكمة في القول والعمل. فراح يفكر في إنقاذ أبناء أمته من هذا الذل وهذه المهانة فما وجد إلا الإسلام منقذا. أي الالتجاء إلى الله والتمسك بشريعته التي أعزت كل من تمسك بها، قال تعالى: ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين .
 
لقد أخذ حسن البنا يدعو الناس للتمسك بالدين والالتزام بأحكامه وشرعته كي يدرك المسلم أنه عبدا لله وليس لغيره. فسلك طريق الوعظ والإرشاد في المساجد والمحلات العامة، وحث الناس على بناء المساجد والاهتمام بها وإصلاح النفوس وتزكيتها بالتقوى دون التدخل في القضايا السياسية مخافة أن يقضي على الدعوة وهي في مهدها، ولما كثر أنصاره أنتقل من الإسماعيلية إلى القاهرة وركز على طلاب الجامعة لأنهم رجال المستقبل، ثم أخذت الحركة تتسع خصوصا في الريف المصري، وقد قام المرشد بتنظيم أنصاره على أحدث النظم الإدارية والاقتصادية والسياسية والعسكرية كما اهتم بطلاب الجامعة من غير المصريين كي يكونوا رسل الدعوة في بلادهم، وقد انتقلت الدعوة عن طريقهم إلى جميع أنحاء العالم الإسلامي، ومنهم الأستاذ محمد محمود الصواف رحمه الله الذي كان يدرس في الأزهر الشريف آنذاك، وكان يحضر درس الثلاثاء في مقر الأخوان العام، وكان يصلي الجمعة في المسجد الذي كان يخطب فيه الإمام البنا ويحضر الندوات التي تعقد في المقر العام. وكان قد حضر قبيل انتهاء دراسته ندوة في المقر العام عن الدعوة في العراق وكان المحاضر في تلك الفترة هو الأستاذ محمد عبد الحميد احمد، أحد الأساتذة المصلحين المنتدبين للتدريس في العراق، وقد بين أن حركة الأخوان من الصعوبة أن تشق طريقها في العراق وذلك لتعدد القوميات والمذاهب السياسية والأديان وصعوبة قيادة الفرد العراقي (وان الأستاذ محمد عبد الحميد احمد تعاون مع الدكتور حسين كمال الدين الذي كون أول مجموعة من الأخوان في كلية الهندسة في بغداد، وكان نشطا والذي يعود له الفضل في نشر دعوة الأخوان في العراق، كما أن الأستاذ محمود يوسف أستاذ اللغة العربية في دار المعلمين الابتدائية كان من المؤيدين والأستاذ محمود النحاس في ثانوية الصناعة العراقية، ولكن كان أثرهم بطيء).نعم. سمع الأستاذ الصواف محاضرة الأستاذ محمد عبد الحميد فأخذته الحمية وما أن أنهى المحاضر حتى اعتلى الأستاذ الصواف المنصة واخذ يبين محاسن أبناء العراق ويستشهد بأمتهم وعلمائهم ومدارسهم وأن العراق سيكون بعون الله معقلا حصينا لدعوة الأخوان لان أهل مكة أدرى بشعابها، فتعالت الهتافات والتكبيرات.
 
ولما عاد الأستاذ الصواف إلى العراق حاملا الشهادة الأزهرية بتفوق وهو مصمم على نشر الدعوة تحقيقا للوعد الذي قطعه على نفسه أمام الإمام البنا وأخوان مصر. فاختار التدريس في كلية الشريعة على منصب القضاء الذي كان راتبه أكثر بثلاثة أضعاف من راتب الكلية. فالتحق بكلية الشريعة سنة (1946-1947) كمدرس واستطاع أن يكون أول أسرة من طلابها ثم ضم الأسر التي كونها الدكتور حسين كمال الدين ثم ضم إليهم رواد مكتبات الشباب المسلم، وقد هيأ الله له ظرف تداعيات القضية الفلسطينية وقرار الأمم المتحدة بتقسيمها مما دفعة لقيادة المظاهرات التي كانت تستنكر التقسيم، وكان يخطب يوميا أكثر من خمس ساعات خطبا حماسية تنشر في الناس روح الجهاد المقدس ويظهر عظمة الإسلام في إفشال مخططات الأعداء، كما كان يذيع في الإذاعة حديثا بعنوان (على مائدة القرآن) ويفسر فيه سور جزء عم بأسلوب لم يألفه المواطن العراقي المسلم، لذا كان الناس يستمعون إلى أحاديثه ويجتمعون في المقاهي والمحلات العامة والبيوت حول المذياع، وكانت ترده رسائل الإعجاب وطلبات الاستمرار لهذا البرنامج الهادف. كما انه اشترك في جمعية الشبان المسلمين وكان يقيم فيها المحاضرات ويجمع حوله الشباب ثم اشترك في جمعية الهداية الإسلامية وتعرف على أبرز العلماء يوم ذاك ثم اشترك في جمعية الآداب الإسلامية إلا أنه اختلف مع بعض أعضائها وانسحب منها والتجأ إلى شيخ الشيوخ في العراق الإمام أمجد الزهاوي الذي عرف قابلية الصواف وإخلاصه فسانده وفتح له مدرسته (السليمانية) يجتمع فيها أنصاره لحضور المحاضرات وللتعرف على بعضهم للبعض الآخر وذلك منذ 1946-1951 وهو يعمل بدون إجازة حكومية.

Pages