You are here

قراءة كتاب تاريخ نشأة الحزب الإسلامي العراقي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تاريخ نشأة الحزب الإسلامي العراقي

تاريخ نشأة الحزب الإسلامي العراقي

تاريخ نشأة الحزب الإسلامي العراقي- مذكرات مؤسسي الحزب الاسلامي العراقي في مرحلة التأسيس    
تأليف: كاظم أحمد المشايخي
الناشر: دار الرقيم - العراق (2005)

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 5
جمعية الأخوة الإسلامية
 
أجيزت الجمعية سنة 1951 بهذا الاسم. وكان مقرها في البداية (مدرسة السليمانية) في القشلة وسط بغداد والتي يشرف عليها الشيخ أمجد الزهاوي، فكانت تعقد اجتماعات، وتلقى فيها الدروس، أما الاجتماع الأسبوعي فكان في مسجد (الملك غازي) مقابل (القشلة) سراي الحكومة وذلك كل ليلة جمعة من كل أسبوع يخطب فيه الأستاذ الصواف والشيخ الزهاوي، وتلقى في المسجد المحاضرات والقصائد، وكان أنصار الدعوة يدعون أصدقائهم لسماع هذه الخطب والقصائد فالذي يشرح الله صدره ينضم إلى الجماعة ويواضب على الحضور.
 
ثم انتقل المركز العام للجمعية إلى دار جعفر العسكري الذي اشترته الجمعية والكائن في باب المعظم في الزقاق المقابل لجامع الأزبك. وهي دار واسعة خصص الطابق الأسفل للإدارة والمطبعة والطابق الأعلى لضيوف والمكتبة. حيث كانت تعقد في هذه الدار الاجتماعات العامة والخاصة أما الاجتماع الأسبوعي فيكون في مسجد الأزبك. وشاء القدر أن تلازم بداية الدعوة القضية الفلسطينية حيث أخذت من الشيخ أمجد الزهاوي والأستاذ الصواف الجهد الكبير.
 
وبعد أن استقرت الجمعية في مركزها الجديد أصدرت مجلة باسم (مجلة الأخوة الإسلامية) ساهم فيها أبرز كتاب العالم الإسلامي كالشيخ الإبراهيمي الجزائري والقليبي التونسي وتقي الدين الهلالي المغربي والدكتور عبد الكريم زيدان وغيرهم، وكانت تنفذ حين صدورها. وهكذا استمر نشاط الجمعية إلى سنة 1954 حيث ألغت إجازة الجمعية والمجلة، ولما حدثت ثورة 14 تموز سنة 1958، أيدت الجمعية الثورة وأهابت برجالها الأخذ بالإسلام، إلا أن الشيوعيين استطاعوا أن يحكموا سيطرتهم على مقدرات الأمور، وذلك بعد فسح المجال لهم من قبل الزعيم عبد الكريم قاسم، فقاموا خلال سنتين بأعمال مشينة وعاثوا في الأرض فساداً وعاش الشعب العراقي على أعصابه.
 
خرجت مظاهرات الشيوعيين تندد بالصواف وتطلق الإشاعات بأنه عميل أمريكي تارة وذلك لأحاديثه على (مائدة القرآن) بعبارة (على مائدة الأمريكان) وتارة عميل الإنكليز وثالثة اتهامه بسرقة أموال جمعية إنقاذ فلسطين وغيرها من عشرات الإشاعات، ولكن كان الأستاذ الواثق من نفسه لا يبالي. فاتصل بمجلس قيادة الثورة وأبدى استعداده للتعاون مع الثورة بخط إسلامي. فأجيزت الجمعية مرة ثانية وصدرت مجلتها تحارب الشيوعية والإلحاد وأعداء الإسلام. لذا زادت نقمة الشيوعيين على الأستاذ الصواف، فما إن ظهر العدد السابع من المجلة حتى خرجت في اليوم الثاني مظاهرة شيوعية هاجمت مقر الجمعية تفتش عن الصواف، وبأيدي المتظاهرين الحبال والآلات الجارحة وهم يفتشون عنه في كل غرف المقر العام وزواياه، إلا إن الله أراد أن ينجيه وذلك بإلقاء القبض عليه وإيداعه السجن فتولاه الشيوعيون وعذبوه عذاباً لا يعلمه إلا الله والذين أشرفوا عليه، ولكن الله سلمه وهو رافع الرأس حتى قامت المظاهرات في العالم الإسلامي حينما سمعوا أنه مات من أثر التعذيب، فاضطرت السلطات أن تطلب منه أن يصرح بأنه حي ويمدح عبد الكريم قاسم فأبى، وعمل المهداوي والشيوعيون على اختراع تهمة الخيانة له ليدينوه بها فلم يجدوا لذا حوكم بمحكمة عسكرية خاصة على أثرها أودع السجن في بعقوبة، ثم أطلق سراحه وسكن الأعظمية فارتأت اللجنة المركزية للإخوان أن تطلب من الأستاذ الخروج من العراق حفاظاً على حياته ويدع الجماعة تعمل وتستمر بالدعوة إلى الله. فخرج متنكراً إلى سوريا وتولى الدكتور عبد الكريم زيدان قيادة الجماعة وهكذا انتهى جهاده في العراق ليبدأ جهاده على نطاق واسع من مكة المكرمة مركز الدعوة الأولى، فاستبدله الله داراً خيراً من داره وبلداً خير من بلده.

Pages