كتاب "السعادة في ثلاثة أيام"؛ يقول مؤلفه جهاد عبد الكريم زيتون في مقدمته: "أقول وباختصار شديد، لقد كنت إنساناً عادياً، عشت طفولة طبيعية وأنهيت دراستي الابتدائية والثانوية والجامعية الأولى بنجاح عادي، كنت لا أحب الاختلاط كثيراً بالآخرين وكان همي إسعاد نفسي،
You are here
قراءة كتاب السعادة في ثلاثة أيام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
من منا لا يبحث عن السعادة؟!
من منا لا يفكر فيها؟!
من منا لا يستغرب صعوبة الوصول إليها بل واستحالة ذلك رغم التصور بأن بلوغها سهل وبسيط؟!
لماذا تهرب هذه السعادة كلما سرنا في أثرها نبحث عنها لنروي عطشنا الإنساني منها.
عندما تسال أحدهم أين تكمن السعادة؟ فمنهم من يقول في المال، وآخر في الشهوات، وآخر في الصحة، ورابع في الحرية أو الشهرة أو في الوظيفة العليا والمنصب الرفيع.
ولكن عندما تسمع غنياً يقول إن كل ما أعرفه أنني لست سعيداً ولم أعرف السعادة الحقيقية أبداً. عندها ألا ترى معي أن السعادة قد هربت من الدائرة المالية؟!
وعندما ترى صحيح الجسم غير قادر على أن يبتسم ألا يدل ذلك على أن السعادة غير موجودة في الدائرة الصحية بمفردها أيضاً؟!
وحين تشعر بالملل واضحاً بعد اللذة بأشكالها المتعددة هل يبقى شك في أن السعادة لا تكمن داخل هذه اللذات.
وهذه الحرية واختلاف الآراء لماذا لم توصلنا إلى هذه السعادة؟!
إن من ينظر إلى أحوال عالمنا بشكل عام يشك في أننا عقلاء أصلاً!!!
فالأفكار والبيئة والإنسان عرضة الآن للتلوث المعنوي والمادي.
أما عن أصحاب الوظائف العليا فهم سعداء من الخارج فقط!!
وفي داخل عالمنا الصغير – الأسرة- هل نجد سعادة حقيقية أم أن الخلافات الزوجية استطاعت وبجدارة أن تحوّل نعيم البيت الذي نحلم به جميعاً إلى جحيم حقيقي وليست نسبة الطلاق المرتفعة إلا من أبسط مظاهر هذا الجحيم.
أما ما يحدث قبل الطلاق وبعده فإنه خط إنتاج لمآسي إنسانية يندى لها الجبين تذوقنا بفضلها طعم التعاسة المر.
أحببت فقط من خلال السطور السابقة الإشارة ببساطة إلى وضع الإنسان من الناحية الواقعية لأنطلق بعد ذلك إلى إلقاء الضوء على الحل لهذه المشاكل والحصول بعد ذلك على السعادة المنشودة ويحق للقارئ أن يتساءل وكيف لك أيها الكاتب أن تدعي أنه بالإمكان الحصول على السعادة في ثلاثة أيام والعالم كله يلهث خلفها ولم يلحق بها؟! والجواب على ذلك وهو محور هذا الكتيب يكون بالتساؤلات التالية:
التساؤل الأول: أليست السعادة حالة من الرضا والسرور الشامل داخل النفس الإنسانية يجد له تعبيراً على الوجه بالإشراق الروحي وعلى الشفتين بابتسامة عريضة أو على الأقل كابتسامة لوجه الموناليزا الأقل عرضاً؟!ٍ
والتساؤل الثاني: أليست السعادة حالة من الفهم الكامل والمعرفة الكلية بكل ما له علاقة بالتساؤلات الأزلية وغيرها من التساؤلات؟!
من أين جئنا؟!