You are here
قراءة كتاب تأملات بقدرة خلق الله في مخلوقاته
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
* من الذي يجعل إماما يحكم بالعدل ، وشابا ينشأ في عبادة الله، ورجلا قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجلا تدعوه امرأة ذات منصب وجمال ويقول إني أخاف الله ، ورجلا تصدق بصدقة يخفيها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجلا يذكر الله خاليا ففاضت عيناه.
حتى استحقوا من خالقهم أن يكونوا تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، عندما تدنو الشمس فوق رؤوس الخلائق على مسافة ميل، في يوم من أيام الله كان مقدره خمسين ألف سنة والناس حفاة عراة ينتظرون حسابهم في ذلك اليوم الذي لا بد عنه في يوم التناد.
قال تعالى:( وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [سورة غافر32-33]
* إن الجواب على هذه الأسئلة وأمثالها هو الإيمان الذي تشربته قلوبهم ووقر بها وعلموا حقا أن لهم ربا عظيما كريما عزيزا رحيما ، يتصف بكل صفات العظمة المطلقة التي لا مثيل لها ولا تقارن بأي شيء على الإطلاق فخروا له ساجدين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه عز وجل:
( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ؛ فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسالوني فا اعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
قال سعيد : كان أبو إدريس إذا حدث بهاذا الحديث جثا على ركبتيه (رواه مسلم )
• إن الإنسان عندما يتجرد من الإيمان ، بوجود رب عظيم لهذا الوجود ، تحطه قدرته وعظمته من كل جانب ، يصبح إنسان في حيرة من أمره ، ولا يعرف من أين أتى والى أين سائر وأي مصير منتظره .
جئت لا اعلم من أين ولكني أتيت ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت
وسأبقى سائرا إن شئت هذا آم أبيت كيف جئت كيف أبصرت طريقي الست ادري
أجديد أم قدما أنا في هذا الوجود هو أنا حرا طليقا أم أسيرا في قيود
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود أتمنى أنني أدري ولكني لست أدري
ويصبح إنسان يفقد إنسانيته ، ولا يقارن بأشرس مفترسات الأرض ، ولو تأملانا تاريخ البشرية ،على مدى الزمان لوجدنا أن الكفار عندما يتولوا زمام الأمور ، ويتمكنون بالأرض سعوا فيها ليفسدوا ويهلكوا الحرث والنسل ، وينشرون اشد أنواع ظلمهم وبطشهم في البشرية، بدون أي نوع من أنواع الرحمة.