قراءة كتاب المنهج المتكامل في الترجمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المنهج المتكامل في الترجمة

المنهج المتكامل في الترجمة

عندما نتحدث عن الترجمة الصحفية هذا يعني كل فنون العمل الصحفي التي تُعالج من خلالها الموضوعات المختلفة مثل الخبر والتعليق والتحليل والتقرير والمقال ونحو ذلك.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
والترجمة هي إحدى أدوات التفاعل الإنساني التي من خلالها تعارفت الأمم والشعوب وتبادلت المعارف والخبرات عبر العصور والدهور المختلفة. وبما أن الشعوب تتعدد بينها الألسنة واللغات كان للترجمة أهمية عظمى في بناء الصلات وكسر الحواجز وإقامة الحوار الإنساني وتجسير الثقافات، فتشكلت الحضارات العالمية والتي استمرت في التلاقح وإثراء بعضها البعض عبر الترجمة.
 
والترجمة في عالم اليوم خاصة النقل من اللغات العالمية وعلى رأسـها اللغة الإنجليزية مهمة للغاية فهي لغة العولمة والإنترنيت والمعلومات والتقنية. وهو واقع لا مندوحة من التعامل معه بأدواته وأساليبه لأننا نتعاطى كل يوم هذه المعطيات العالمية الجديدة ونتفاعل مع ضرورات الحداثة.
 
ولذلك يصبح من الضروري أن نتعامل بوعي مع هذا الواقع الحداثي العولمي الجديد. هذا التعامل الواعي يقتضي فهم فلسفة واستراتيجية الغرب وسياساته التي تستهدف العرب والمسلمين. هنا تتزايد أهمية فهم هذا العالم العلماني بفهم لغته وعبرها نأخذ ونعطي ونعبر عن كياننا الحضاري ولنبني إستراتيجيات مضادة لصد غلوائه الفكري واستكباره الحضاري حتى لا تذوب هويتنا في طوفان ثقافة العولمة.
 
لقد أدرك الغرب منذ وقت مبكر أهمية اللغات والترجمـة. واهتم باللغـة العربية والدراسات الإسلامية وأنشأ لها في بلاده كليات ومعاهد ومراكز بحوث. وانتشر المستشرقون يجوبون الشرق والعالم العربي والإسلامي. ودرسوا الإسلام وتعلموا اللغة العربية وكتبوا عن الإسلام كثيراً وبعمق وفهم شديد. كان الإستشراق أحد أهم أدوات الغرب في فهم الإسلام والعرب للسيطرة على عقولهم وثرواتهم والتأثير عليهم ونشر ثقافته.
 
يرى البعض أن للترجمة بعدان اثنان: تمثل النص المترجم تمثلاً مدركاً لخصائصه البنيوية الكلية؛ وتمثيله في لغة قادرة على تجسيد هذه الخصائص إلى أقصى درجات التجسيد.
 
وفي سياق الترجمة ببعديها المذكورين سابقا يصطدم المترجم إلى العربية في السياق اللغوي الحضاري العربي القائم بمشكلات مرهقة ترتبط بالطاقات اللغوية العربية الآن على التمثيل الأقصى. فتبرز المشكلة مثالاً في كيفية تجسيد مفهومات شائعة: الديمقراطية، والديكتاتورية، والإمبريالية، والكلاسيكية، والرومانسية، والفاشستية، والفابية، والسينديكالية، وغيرها. وهي مفاهيم نتعامل معها بمفردات لغتنا العربية منذ عقود أو قرن دون أن نطور لها مصطلحاً دقيقاً مستقراً، سلساً في الاستخدام، سلساً على الإدراك الفوري عربياً.
 
كما أطلت علينا حديثاً مفاهيم طلعت من مدارس جديدة نسبياً في أوربا وجاءت مصطلحات جديدة زادت الأمر تعقيداً. فمثلاً هناك البنيوية وهي ترجمة لكلمة (Structuralism) فذهب البعض بمفردة الهيكلية لنفس الكلمة. وكذلك "الإنشاء" مقابل كلمة "الخطاب" للمفردة الإنجليزية (discourse). وهناك حديثاً مصطلح "العولمة" أو الكوننة (globalization)، وغيرها.
 
وهناك الكثير من المفردات المعربة أو الدخيلة. فمثلاً نحن نقول باص (bus) بدلاً عن مركبة، ونقول تلفون بدلاً عن هاتف، ودش (dish) بدلاً عن طبق أو لاقط، وكذلك كيبل (cable)، وفاكس (fax)، وموديل (Model)، وكذا حتى أحياناً تكاد تمحو جرس المفردة العربية لاسيما في العلوم التطبيقية.
 
وقد وردت المعربات في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف مثلما وردت في الشعر والنثر الجاهلي فورثت العربية مفردات نحو عمبر ونسرين وكافور وسوسن وياسمين وغيرها من أسماء الطيب والرياحين حيث تشير الدراسات إلى جذورها الفارسية. وتكثر هذه الظاهرة في جميع اللغات. وهي لا تتعارض مع القول بأنه "لسان عربي مبين" ما دامت عملية التعريب ممكنة، وهي: "النطق بلفظ أعجمي على مناهج العرب في كلامهم". لذا يذهب البعض إلى إعتبار القرآن الكريم بداية لدراسة علمية لعملية التعريب. ومثلما أخذت العربية من الأعجمية أعطت أيضاً.

Pages