قراءة كتاب المنهج المتكامل في الترجمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المنهج المتكامل في الترجمة

المنهج المتكامل في الترجمة

عندما نتحدث عن الترجمة الصحفية هذا يعني كل فنون العمل الصحفي التي تُعالج من خلالها الموضوعات المختلفة مثل الخبر والتعليق والتحليل والتقرير والمقال ونحو ذلك.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
استغرقت الترجمة في مرحلتها الأولى جهود ثلاثة أجيال من المترجمين العرب، لتتلوها مرحلة جديدة تم خلالها هضم ما تـرجم من علوم وبدأ بعدها العقل العربي والإسلامي في إثراء الساحة الإنسانية بإبداعه المعرفي من خلال الإسهامات العلمية والثقافية لكوكبة من عملائنا وفلاسفتنا...15
 
في القرن السابع الهجري (الثاني عشر الميلادي) تم إنشاء مركز للترجمة والبحث العلمي بمدينة طليطلة الأسبانية إيذاناً ببدء مرحلة الترجمة العكسية من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية واللغات الأوروبية الأخرى حيث تـرجمت كتب ومؤلفات العلماء العرب المسلمين مثل الكندي والفارابي، وابن سينا وابن النفيس وابن البيطار وابن رشد والبيورني والخوارزمي (واضع علم اللوغورثمات) الذي أصبح فيما بعد الأساس لعلم الرياضيات الحديثة، إلى لغات تلك الشعوب لتسهم في بداية النهضة العلمية في الغرب. لقد كان لأولئك العلماء فضل ابتكار مبادئ العلوم التطبيقية المبنية على التجربة الدقيقة والملاحظة الفاحصة لتحل محل طريقة أرسطو المبنية على الاستنتاج المنطقي الذي لا يستند إلى دليل علمي، حسب تأكيد روجر بيكون وكلود برنار وفرانسيس بيكون.16
 
أما المرحلة الثانية لازدهار الترجمة فقد بدأت بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية نظراً لقيام عصبة الأمم عقب الحرب العالمية الأولى ثم الأمم المتحدة عقب الثانية وما تبعها من استقلال عدد كبير من الدول الأمر الذي استدعى الاستعانة بالمترجمين لإتمام عملية الاتصال بين الشعوب المختلفة.17
 
بنهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين بدأت المرحلة الأخطر والأهم لازدهار الترجمة لظهور ما يعرف بثورة الاتصالات والمعلوماتية والبث المباشر عبر الفضائيات والإنترنت، الأمر الذي استدعى نقل الأعمال المهمة من آداب وعلوم وفنون بعض الشعوب إلى الشعوب الأخرى مما زاد من أهمية الترجمة والإقبال عليها وتأسيس الجامعات والمعاهد والمدارس المتخصصة لتدريس نظرياتها والتدريب على ممارستها.18
 
ب/ ماهية الترجمة وأنواعها:
 
أولاً: معنى الترجمة:
 
الترجمة (وتسمى بالعربية النقل) عملية لتحويل نص أصلي مكتوب (ويسمى النص المصدر) من اللغة المصدر إلى نص مكتوب (النص الهدف) في اللغة الهدف. فتعد الترجمة نقل للحضارة والثقافة والفكر واللغة.
 
جاء في المنجد ترجم الكلام أي فسّـره بلسان آخر؛ وترجم عنه أي أوضح أمره. والترجمة تنطوي على التفسير Interpretation، لذلك يقال "ترجمان" interpreter ، وإن كان (ترجمان) تطلق اليوم أكثر على الذي يقوم بالترجمة الشفهية.
 
أما في لسان العرب فقد جاءت "ترجم": التّرجمان، والتّـرجمان: المفسّـر للّسان. وفي حديث هـرقل: قال لترجمانه ... والتّرجمان أو التّرجمان – بالضم والفتح: هو الذي يترجم الكلام من لغة إلى أخرى، والجمع تراجم، والتاء والنون زائدتان، وقد ترجمه وترجم عنه.
 
والترجمة ليست هي علم بحت ولا هي بفـن خالص، هي فن تطبيقي يجمع بين العلم والفن، وتتطلب قدراً كبيراً من التأهيل والمعرفة والممارسة والصبر بجانب الموهبة. إذن هي علم وفن.

Pages