"سفر الغياب"، تنهمك نصوص هذه المجموعة الآتية من عمان في معالجة قضايا وأحاسيس وهموم ومشكلات وتأملات سرية داخلية يغلب عليها طابع الإنشاء لشدة التصاقها بالذات.
قراءة كتاب سفر الغياب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
صاحب العربة الذهبية
ربما حدث ذلك صدفة أو ربما ما ابصروه في ذلك المساء كانوا في حاجة لان يروه فتجسد أمامهم او ربما شبه لهم فاعتقدوا بأنه الحقيقة، والاعتقاد قادهم إلى الايمان بما رأوه ، مشهد عجيب لم تقع أعينهم على مثله·
المدينة هي المدينة منذ آلاف السنين والناس والخطوات والطريق يعبره الكثيرون ثم تبتلعهم نهاياته··
في ذلك اليوم اختلت المواعيد وتغيرت المواقيت وازدحم الطريق وحدث ما شد الانظار واثار الانتباه ولم يبرح المارة أماكنهم·
الجميع لم تجمعهم معرفة ولكن الحدث جمعهم ، تحادثوا فيما بينهم وتلفظت ألسنتهم بالاسئلة·
قال الاول : انظروا هل ترون ما ارى ؟
قال الثاني : أهذا يحدث حقيقة وأمامنا ؟!
قال الثالث : ان كنت اشك في وجودي فانا اشك فيما يحدث
قال الرابع : لا أومن بالخوارق ولكن بعد الان اعيد النظر فيما اصدقه ولا اصدقه
قال آخر : إنّ هذا يحدث على مرأى من الجميع ولا مجال لتجاوزه أو إلغائه
وأنا عائد من العمل اصفّر سعيدا ، مفكرا في الراحة التي تتبعها مسألة الاجهاد اليومية ومحتفلا بمرور اليوم على خير ، دون أن أكون معذبا بأمراض لا فكاك منها، أو أكون قتيلا ضمن ركاب طائرة سقطت لتوها وتحطم جميع ركابها ولم يسلم أحد، أو دون أن أكون طرفا في حادث سير يطبق علي انسحاقا بين اصطكاك الحديد بالحديد قاطعا علي مشوار حياتي الذي اتشوق لمتابعة احداثه·
انتهى اليوم مدعاة الاحتفال ليفتح اليوم الجديد أبوابه ليؤهلني للتمتع بكل ما يحمله من طيبات حياتية وكأحد راوده أعيش ثوانيه ودقائقه وساعته ، وتفكيري منصب على هؤلاء الذين أتوا متى أتوا ؟ واكتظ بهم المكان لم اطرح أسئلة كل ما كنت ابتغيه أن يفسحوا مكانا صغيرا للعبور لم يكن مطلبا غير مشروع فهذا الطريق يؤدي إلى بيتي وليس من العدل في شيء أن لا استطيع الوصول بينما كثيرون يتقدمون امامي ويسدون الطريق··