"سفر الغياب"، تنهمك نصوص هذه المجموعة الآتية من عمان في معالجة قضايا وأحاسيس وهموم ومشكلات وتأملات سرية داخلية يغلب عليها طابع الإنشاء لشدة التصاقها بالذات.
قراءة كتاب سفر الغياب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
في أثر مفقود
اظلم الكون لبرهة في اغماضة عين حسبتها الدهر كله·· نظرت إلى السماء فرأيت الشمس ترسل اشعتها·· وشعرت كأن البرهة التي اغلقت منافذ الكون تسري في دمي · تجولت بناظري حولي ابحث عن الناس فوجدتهم حيث هم كما كانوا··
رأيـــت الجبــال والبحار والاشجار في مكانها بحثت عني فوجدتنــي· فعلام أشعر أن تلك البرهة التي اغلقت منافذ الكون تسري في دمي ؟ وعلام أشعر بأني فقدتني وبأني لست هناك حيث اكون ولست في مكاني وزماني ، نظرت الي فعرفتني فهذه ملامحي التي أعرفها ، وهذا اسمي ، وهذا المعلق على الجدار رسمي فعلام أشعر أن تلك البرهة التي اغلقت منافذ الكون تسري في دمي وعلام أشعر بأني فقدتني ؟
وبقيت وحدي والشمس بالاعلى لم تزل نظرت في الارض ولم اجد ظلي·
نظرت خلفي وإلى جانبي كررت النظر حولي·
أين ظلي ؟!! أسرعت الخطى ، بغير هدى تحركت ، أسأل ، هل أحدكم رأى ظلي ؟
من سرق ظلي مني ؟
منذ زمن وظلي معي وكل ما فيه يدل عليّ·
كان علي أن استعيد الذاكرة اذا نسيت والوقائع والاحداث ، كان علي أن استعيد الوقت الذي سرق فيه والحالة التي كنت عليها ، والكيفية التي سرق بها، كان علي ان استعيد ظلي فأنا الاولى به وأنا الاجدر·
ذاك الذي سرقه كيف سولت له نفسه أن يأخذ ما ليس له بل كيف أخذ ما لا يمكن المساس به ، إن كل قطرة من دمى تستصرخ هذا الظل الضائع ان يعود واني لا أملك الا السؤال ؟ فهل أحدكم رأى ظلي ؟
شاهدت مجموعة من كبار السن التفوا حول أنفسهم في حلقة متصلة يتداولون أمرا جللا، كانت مظاهر الحكمة الواضحة على محياهم توحى بأنهم عاصروا اجيالا من البشر·