قراءة كتاب نساء في الأدب - حوارات مع 20 كاتبة عالمية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نساء في الأدب - حوارات مع 20 كاتبة عالمية

نساء في الأدب - حوارات مع 20 كاتبة عالمية

يأتي كتاب (نساء في الأدب) اعترافاً بالقيمة الإنسانية المتنامية لدور المرأة وإسهاماتها المتزايدة في الحياة الاجتماعية والثقافية وكذلك السياسية، سواء على مستوى العالم عموماً أو الوطن العربي خاصةً؛ إذ بتنا نسمع عن كاتبات عربيات وغربيات ينشطن في مجال الدفاع عن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
الإذاعة: كانت هنالك مجموعتان أدبيتان ألمانيتان في رومانيا، مجموعتكِ َ في تيميسوارا، ومجموعة أخرى في (كلوج)· كانتا قليلتي الاهتمام بالسياسة، صحيح؟
 
هيرتا: نعم، كانت هنالك مجموعتان· ذلك هو الاختلاف· ويومذاك إن اختلافاً كهذا كان يعني الشيء الكثير· بالنسبة لنا في تيميسوارا ما كانوا يفعلونه في كلوج لم يكنْ كافياً· أحسسنا أنه ينبغي لنا أن نكون سياسيين بشكل مباشر، أما هم فلم يبادلونا ذلك الإحساس· كانوا حذرين في استخدام لغتهم كي لا يستطيع البوليس السري العثور على أخطاء واضحة· بيد أننا أيضاً كنا في وضع ٍ مختلف· نحن في تيميسوارا كنا عاطلين عن العمل، سرحونا من أعمالنا· طردوني من تيهنومتال، الشركة التي تصنع العِدد والمكائن· عملتُ بصفة مترجمة للمصطلحات التقنية المتعلقة بالجرارات والقابلوات· كانوا يستوردون الجرارات من ألمانيا الشرقية أو النمسا، وغالباً حتى من ألمانيا الغربية، وكان المفروض بي أن أترجم كراس المستخدِم· الواقع لم أكنْ أفهم تلك القضايا· كان بحوزتي قاموس ضخم، كان يعطيني عشرين خياراً لكلمةٍ واحدةٍ· لكنني اعتدتُ أن أسأل العمال في المصنع، كانوا يتكلمون الألمانية والرومانية وماهو أهم كانوا حسني الاطلاع على المكائن· أمضيتُ ثلاث سنوات في المصنع، السنتين الأوليتين في قسم الترجمة، ومن ثم في قسم مختلف، قسم العلاقات العامة، إن شئت·
 
الإذاعة: الذي كان في الأرجح مصمماً من قبل البوليس السري·
 
هيرتا: نعم، عرفتُ ذلك لاحقاً· تدخل البوليس السري وقال لي إنه إذا كان لدينا ضيوف من ألمانيا في سبيل المثال، بعد لقائنا بهم ينبغي لي أن أكتب إلى البوليس السري عن إنطباعاتي كذلك، كانوا يريدون مني أن أدوّن ماذا أخبر زملائي الرومانيين، الإختصاصيين، الألمان· ولم يكونوا يهتمون إذا ما ذهبتُ مع الضيوف الأجانب - وتعين عليّ أن أخبرهم بأنني لستُ عاهرة· أخبرتهم كذلك أنني مراقِبة سيئة للناس، أنني أخطأتُ ألف مرة فيما يتعلق بالناس· لكن رجل البوليس السري قال إنه لا يبالي بذلك - إنه يريد رأيي إذا جاز التعبير، رأياً شخصياً صادقاً· وقتذاك كان يريدني أن أكتب أنني سوف أتعاون معهم وأخبرته أنني لن أفعل ذلك·
 
الإذاعة: وماذا بعد؟
 
هيرتا: صفق الباب وقال: سوف أدخلكِ في مشكلة أو سوف أرميكِ في الماء، باللهجة العامية الرومانية· لم يرمني حرفياً في الماء، إنما لم أعرفْ السلام بعد ذلك· على مدى أسابيع عدة كانوا يستدعونني في الساعة السابعة والنصف صباحاً إلى مكتب رئيسي كي يناقشوا المسألة معي، ومع سكرتير الحزب الشيوعي، وسكرتير الشبيبة الشيوعية· في كل مرة كانوا يقولون لي أن أستقيل وأبحث عن مهنة أخرى، لكنني أخبرتهم أنني أحببتُ العمل في الشركة حباً جماً بحيث أنني لا أستطيع أن أفكر في البحث عن مكانٍ آخر· قلتُ لهم إنه يجب عليهم أن يسرحوني من الخدمة إذا كانوا يريدون التخلص مني، وطلبتُ منهم أيضاً أن يحددوا سبب تسريحي من الخدمة· هكذا كان رفضي التعاون مع البوليس السري· من ثم مضيتُ للحديث مع أناس اتحاد العمال، أي أقدم شكواي، لكن قائد الاتحاد لم يشأ حتى الإصغاء لي· ما جرى هو سيرك كامل من الكوارث· بوسعي أن أضحك عليه الآن· إنما وقتذاك كنتُ على شفير الانهيار العصبي، إلى أن سرحوني من العمل· في البداية أعطوني مهنة عامل قليل المهارة، لكنني رفضتُ· وبعدها أنهوا خدمتي· بقيتُ من دون مصدر مالي· زوجي - آنذاك ريتشارد فاجنر هو الآخر طُرد من صحيفته· والأنكى من كل شيء كانوا يستدعونني يومياً تقريباً إلى البوليس السري· وهناك لم يتهموني فقط بالأشياء التي كنتُ واعيةً بها، من مثل حادثتي مع المصنع أو نشاطي الأدبي· قالوا لي إنني كنتُ مومساً، إنني نمتُ مع الطلبة الجامعيين العرب من أجل المال· لم يحدث لي أن التقيتُ بطالب جامعي عربي، لكنهم كانوا يحذرونني أن بوسعهم أن يرفعوا بحقي قضية محكمة، مع شاهد عيان وما إلى ذلك· قالوا أيضاً إنني أتاجر بالبضائع التي لا يمكن العثور عليها في السوق الرومانية··· قالوا إنني إعتدتُ بيع الأشياء في شارع (بوبا سابكا) في تيميسوارا، حيث موقع السجن· ربما كانوا يحاولون أن يقولوا لي أين سينتهي بي المطاف·

Pages