ان مسرحية "مكبث" للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير والتي ترجمها إلى العربية د. ازهر سليمان، تمثل في ظني الزخم الشكسبيري الثر؛ الكلمة والجملة هما الفكرة، والفكرة هى اللغة.
قراءة كتاب مكبث
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
المقدمة
ان مسرحية مكبث تمثل في ظني الزخم الشكسبيري الثر؛ الكلمة والجملة هما الفكرة، والفكرة هى اللغة. وانت تقرأ النص الانجليزي تلتصق الجمل والكلمات في ذهنك التصاقاً حتى لتحس انك قد صرت جزءا منها في خضم الحدث. ان لغة النص الانجليزي شعرا يحمل انماطا من البلاغة لاتجد مكانا للحشو والاطناب فيه. ويتفاعل التكثيف المجازي واللغوي تفاعلاً صميميا ليولد نصا مسرحيا معبرا. وكأي شاعر فأن شكسبير يستخدم اللغة بأسلوب لايبدو متكلفا او مألوفا لاستعمالات الجملة النثرية المباشرة. ويطغي المجازسيّما بنوعيه التشبيه والاستعارة على لغته.
ان التشبيه هو عبارة عن مقارنة مباشرة بين موضوع المقارنة وبين الصورة التي يستحضرها هذا الموضوع. ويجب ات تكون المقارنة بين شيئين مختلفين باستعمال (مثل) أو (كـ). ففي نهاية المسرحية يواجه مكبث عدوه في ساحة القتال ويشتبك معه اشتباكا دمويا مريرا فيقول:
لقد ربطوني الى خشبة، ولا استطيع الافلات،
كالدب لابد ان أقاتل حتى النهاية.
يقارن مكبث نفسه بدب مربوط الى خشبة حيث تهاجمه الكلاب لتنهش منه، ويظل الحيوان يذود عن نفسه دونما كلل فيدور ويدور حول الخشبة الى ان يلتف الحبل بكامله حول رقبته ولايبقى له مساحة للمناورة فتنقض عليه الكلاب الشرسة لتقتله. وكما الدب فليس لمكبث خيارا الا القتال حيث وصل الحبل الى مداه. وهذه كان يتسلى بها الناس انذاك.
يشير المجاز احيانا الى تطابق شيئين تطابقا تاما وليس الى مجرد تشابههما دون استخدام (مثل) او (كـ). يقول بنكو:
بل انا من سيصبح جذراً وابا لملوك عديدين
هذه جملة مجازية فيها يقارن بنكو نفسه بجذر شجرة؛ ومن الجلي ان الجذر وبنكو هما شيئان مختلفان تماما لكن وجه الشبه هو ان بنكو سيمسي مثل الشجرة التي اصلها جذورها. وتينع الشجرة باوراقها وغصونها بسبب هذه الجذور. وان بنكو سيكون له اطفال يصيرون ملوكا ويينعون كاوراق واغصان الشجرة، وان اصل وجذور هولاء هو بنكو.
تستمر هذه اللغة المجازية بصورها الرائعة من بداية المسرحية حتى نهايتها رابطة اجزاء الاحداث معا كما تفعل الحبكة تماما. فهنالك صور مجازية تعبر عن اللباس وستر الجسم بالملابس. فحينما بدأت قوى مكبث تخور في نهاية المطاف، وحينما بدأ الناس يدركون ان ما حصل عليه مكبث من جاه ومال وسلطان ماكان الا بالخيانة والغدر والظلم والجريمة. وقد وصف انكس، نبيل من النبلاء، مكبث بالابيات التالية:
يحس الآن
ان حقه في العرش فضفاض كثوب عملاق
على جسد لص قزم
يبدو مكبث قزما تحت ثوب عملاق (الملوكية). وبذات المجاز تخاطب الليدي مكبث قوى الظلام قائلة:
تعال ايها الليل