ان مسرحية "مكبث" للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير والتي ترجمها إلى العربية د. ازهر سليمان، تمثل في ظني الزخم الشكسبيري الثر؛ الكلمة والجملة هما الفكرة، والفكرة هى اللغة.
قراءة كتاب مكبث
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
ومن هذه المناجاة صعودا يتلازم اقتران التفكير والفعل الشرير بالظلام. تخاطب زوجة مكبث الظلام قائلة:
تعال ايها الليل
مكفنا باحلك دخان السعير
كما يتطرق مكبث في مناجاته للظلام قائلاً:
اقبل ايها الليل
يامن دجاه يغمض العيون، وأعصب
العين الحنون من النهار العطوف.
كما اننا نجد نفس الصورة الرمزية لتلازم الشر والظلام في حوار شخوص آخرين. يقف بنكو وابنه على شرفة القصر في حراسة الملك ليلة مقتل الاخير. يلف الظلام والقلق كل ذرة في ذلك الليل. يتأمل بنكو السماء المدلهمة ويتمتم:
ما من شــئ يضـئ السماء
قناديلها كلها مطفأة
نحن نعلم ان هذا المشهد هو مشهد ارتكاب الجريمة الآثمة بحق الملك دنكن. وعليه فان استكمال الصورة الرمزية في اليوم الثانـي للجريمة يكون على لسان روس حين يصف كسوف الشمس:
الليل الداجي يخنق الشمس
أهو سلطان الليل ام عار النهار
أن يدفن الظلامُ وجه الارض
حين ينبغي للنور الحي أن يقبله؟
كما يمثل المرض بعدا رمزيا آخرا في التركيب الدرامـي للمسرحية. يسـأل مكبث طبيبه كـي يشخص (مرض) أسكتلندا العليلة:
ايها الطبيب ان يكن في استطاعتك
ان تفحص ماء بلادي لتشخص علتها
وتطهرها لتعود الى سابق عافيتها
سأصفق لك حتى يردد الصدى تصفيقي...
أي راوند أم اي سنامكي او دواء مسهل
بقادر على أخراج هولاء الانجليز من هنا؟
ويصف ملكولم بلاده بالجريحة والنازفة وان الشعب جزء من هذا النزيف الدامي، فيقول لمكدف:
لنتخذ من ثأرنا العظيم دواء لنا
نًشفي به احزاننا المميتة.