دوّن عبد العزيز القصاب مذكراته كشاهد على الأحداث التي عاصرها بدقة وتجرّد نادرين، حيث تنقل في الوظائف الإدارية من قائمقام في سامرّاء والسماوة والجزيرة ( الصويرة) فالسماوة ثانية ثم الهندية وهيث وعانة والزيبار.
You are here
قراءة كتاب مذكرات عبد العزيز القصاب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

مذكرات عبد العزيز القصاب
الصفحة رقم: 7
السنوات الأُُوَل
ولدت في بغداد سنة 1305 للهجرة، الموافق 1882 ميلادية في بيت معروف بالتقوى والكرم والصلاح، سمي ببيت (آل القصاب)· وسبب هذه التسمية أن جدنا الشيخ درع الجشعمي(1) قد سمّي بذلك عندما أقام مآدب وحفلات لختان أولاده، فنحرت الكثير من الأغنام والإبل، ودعي لها أهل راوه، فأطلقوا عليه اسم (القصاب)· والشيخ درع هو أول من نزل قرية راوه في أعالي الفرات وتزوج امرأة من سادتها، وكان معاصرا للشيخ رجب الراوي الكبير رحمه الله حوالي سنة 1656 ميلادية·
وأول من نزح من العائلة إلى بغداد، حفيده الشيخ حسين، الذي نزل في محلة سوق حماده في جانب الكرخ، وأخذ يتاجر بالأقمشة والحبوب والخيول والأغنام، وكان له عملاء في توابع بغداد، لا تزال تربطنا مع أبنائهم صداقةٌ متينةٌ مستمرة حتى اليوم·
وأكبر إخوتي هو الحاج محمد رشيد، وكان إمامًا في جامع الشيخ صندل، وخطيبًا في جامع الشيخ معروف الكرخي، وهو من المتخصصين في علم الفقه، ومن المنتسبين إلى الطريقة النقشبندية· توفي رحمه الله سنة 1929، ولم يعقب·
والأخ الثاني هو عباس حلمي، من علماء بغداد المعروفين، كان يلقي الدروس العلمية في مسجد المدني قرب دارنا صباحًا، وفي دار الفتوى بجانب الرصافة (وكان أمينًا لها)، ويدرّس أيضًا في جامع الشيخ صندل بجانب الكرخ بعد الظهر، وكل ذلك حسبة لله تعالى· ثم عين مدرسًا في كلية سامراء العلمية سنة 1898، وبقي فيها حتى وفاته سنة 1917 · وكان الشيخ عباس ورعًا تقيًا كريمًا، قرأ عليه الكثيرون من علماء العراق، ومنهم: الشيخ قاسم القيسي، والشيخ إبراهيم الراوي، والشيخ أمجد الزهاوي، والشيخ نجم الدين الواعظ، وعبد الملك الشواف، ومحمد سعيد الحديثي، وشهاب الدين الهيتي، وطه السامرائي، وحسن تقي الدين الدوري، وقد عمل الكثير منهم في التدريس والقضاء والإفتاء وشغلوا أهم المناصب العلمية الكبيرة·
أعقب السيد عباس ولدًا واحدًا هو السيد عبد الله وأربع بنات· وقبل إعطاء هذه الذكريات للطبع (عام 1962) فوجئنا بفقدان ابن أخي عن عمر لم يتجاوز الستين عامًا· ومما زاد في ألمنا أنه لم يخلف سوى ولد واحد هو غازي·