You are here

قراءة كتاب إيران بين القومية الفارسية والثورة الاسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إيران بين القومية الفارسية والثورة الاسلامية

إيران بين القومية الفارسية والثورة الاسلامية

تحتل إيران مكانة مهمة في منطقة الشرق الأوسط، بسبب موقعها الجغرافي الممتد من بحر قزوين شمالاً إلى الخليج الفارسي جنوباً· ولها حدود مباشرة مع سبع دول هي: أرمينيا وأذربيجان وتركمانستان في الشمال، وأفغانستان وباكستان في الشرق، وتركيا والعراق في الغرب· وتشترك مع

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
العلاقات الصفوية-العثمانية
 
كان على إسماعيل الصفوي، بعد إنشاء مملكته، أن يدافع عنها، وأن يواجه تهديدات العثمانيين الأتراك السنة، الذين اتجهوا لبسط سيطرتهم على البلاد العربية وإيران· كانت القبائل التركمانية التي تؤلف جيش إسماعيل من القزلباش، تشترك مع العثمانيين في اللغة، وترتبط مع الصفويين برابطة أقوى هي رابطة العقيدة· وأصبحوا حماة الدولة الصفوية الناشئة·
لما غزا السلطان العثماني سليم الأول الدولة الصفوية سنة 1514 قاتل القزلباش العثمانيين بشراسة في معركة تشالديران، دفاعاً عن إسماعيل ومملكته· وقد انتصر العثمانيون بفضل تفوقهم بالمدفعية، واقتربوا من العاصمة تبريز مما اضطر الشاه إسماعيل إلى نقل العاصمة جنوباً إلى قزوين ثم إلى أصفهان· وكان لهزيمته أثرهاالسلبيعليه، إذ أصيب بفقدان الثقة بنفسه وبالإحباط حتى وفاته في 23 أيار/مايو 1524، قبيل عيد ميلاده السابع والثلاثين، وبعد حكم دام (23) سنة·(3)
واصل الإيرانيون تحولهم من المذهب السني إلى المذهب الشيعي، بعد موت إسماعيل، فأعطى المذهب الجديد إيران طابعاً سياسياً وهوية قومية· وعاشت إيران الشيعية منذ القرن السادس عشر بين إمبراطوريتين سنتين هما: الإمبراطورية العثمانية في الغرب والإمبراطورية المغولية في الهند شرقاً· ويضاف إليهما الوجود السني في آسيا الوسطى·   
شهدت إيران، بعد ستين سنة على موت الشاه إسماعيل الصفوي، صراعاً بين التركمان القزلباش الذين أنشأوا الدولة الصفوية والفرس الذين يتكلمون اللغة الفارسية ويعتبرون أنفسهم ورثة فارس التاريخية· وفي سنة 1587 عزل حاكم مشهد من القزلباش الشاه محمد عن العرش الصفوي، وأحل محله ابنه عباس البالغ من العمر ستة عشر عاماً، الذي حكم البلاد (41) سنة (1588-1629)· واستطاع عباس الحفاظ على وحدة تراب الدولة الصفوية وإنهاء المنازعات الداخلية· وكان عهده عصراً ذهبياً، قارنه المؤرخون الإيرانيون بعهدي داريوس الأخميني وكسرى الساساني· والواقع أن الانقسامات الاثنية والقبلية والطبقية في إيران القرن السادس عشر جعلت من المذهب الشيعي الرابطة القوية لرعايا عباس·
لما اعتلى عباس العرش الصفوي كانت البلاد تواجه الفوضى على يد القزلباش، وكان العثمانيون على الحدود الغربية والشمالية الغربية يسيطرون على الولايات الإيرانية الملاصقة لهذه الحدود، كما كان الأوزبيك في الشرق يسيطرون على نصف مساحة أراضي خراسان· وكانت خزانة الدولة فارغة· قام عباس بطرد الأوزبيك من خراسان· واستعاد الولايات التي احتلها العثمانيون، وأبرم معهم معاهدة سنة 1590، تنازل بموجبها عن أكثر الولايات الإيرانية غنى بما في ذلك أذربيجان، باستثناء مدينة أردبيل، الموطن الأول للطريقة الصفوية·

Pages