نعلم جميعا أن خير وسيلة لاستقامة السلوك والأخلاق، هي التربية القائمة على العقيدة الدينية.
You are here
قراءة كتاب أحسن قصص الأطفال من بساتين الإسلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

أحسن قصص الأطفال من بساتين الإسلام
الصفحة رقم: 1
العطاء..
كان طالب يسير مع أستاذه على أطراف الحقول الزراعية أثناء رحلة جامعية، شاهدا فلاحا يعمل في أحد الحقول، وأمامهما في زاوية الحقل، كان الفلاح يضع حذاءه القديم . وكان الفلاح يستعد للمغادرة، بعد أن أنهى عمله كما يبدو.
خطر للطالب خاطر، فنقله إلى أستاذه: لماذا لا نمزح مع الفلاح ؟! نخفي حذاءه، ونرى ما يفعل! سيكون منظره مسليا حينذاك.
ابتسم الأستاذ وقال للطالب: سأدلك على شيء أفضل، أنت طالب ثري، لماذا لا تضع قطعة نقود، في كل فردة من حذاء الفلاح، ثم نختفي، ونشاهد ما يكون!
وضع الطالب في كل فردة من حذاء الفلاح عشرة دنانير. وجلس مع أستاذه خلف شجرة قريبة، ينتظران انتهاء الفلاح من العمل.
حين وضع الفلاح قدمه في إحدى فراد ِالحذاء، شعر بشيء في داخله. انحنى وحملها، ومدّ يده بداخلها، فخرجت بالدنانير العشرة ! بدا القلق والتوتر واضحا في تصرفاته، راح ينظر حوله ! يرفع رأسه إلى السماء ! يهزّ الحذاء! يتطلع إلى جهة الأشجار حيث يختفي الأستاذ وتلميذه! ولا يجد شيئا.
جرّب أن يضع قدمه الأخرى في الحذاء، شعر بنفس الشيء، رمى الأولى، وانحنى يحمل الثانية، مدّ يده بداخلها، فخرجت بعشرة دنانير أخرى. ازدادت
دهشة الفلاح، وعاد يتصرف كما في المرّة الأولى، ليجد تفسيرا لما يحدث. لكنه لم يصل إلى أي شيء .
جثا الفلاح على ركبتيه، ورفع يديه إلى السماء وقال: الحمد لك يا رب على عطائك الكريم، لا إله إلا أنت حين تقول في كتابك الكريم، "وفي السماء رزقكم وما توعدون"، أنت تعلم يا أكرم الأكرمين، ويا أرحم الراحمين، أن زوجتي مريضة، وليس في البيت طعام، وطفلتي لم تذهب إلى المدرسة لأنها تحتاج دفترًا وقلما، وليس معي نقود أقضى بها تلك الحاجات. لك الحمد يا رب حتى ترضى !
حينها سأل الأستاذ تلميذه: أيهما كان الأفضل، أن تأخذ حذاء الفلاح لتتسلى بما سيفعل، أم بهذا العطاء النبيل .
رفع الطالب عينيه إلى أستاذه وهي مليئة بالدموع وقال له: لا مجال للمقارنة!
لقد علمتني درسا مفيدا لن أنساه وذكرتني أستاذيَ الفاضل بالحكمة التي تقول: "إنك ستشعر بمزيد من السعادة حين تعطي لا حين تأخذ". إنني أشعر بسعادة وراحة لم أشعر بهما من قبل.
تابع الأستاذ: هذه عظمة الدين الإسلامي، وسيجزيك الله بذلك خيرا، ويكون في عونك، فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
وردّ الطالب: سأعطي مما أعطانا الله، لن أترك فرصة أساعد فيها الآخرين، وسيكون هذا الفلاح بداية الطريق، سأبحث عن بيته في القرية المجاورة، وأرسل له معونة شهرية.