You are here

قراءة كتاب النفط - والقبيلة - والعولمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
النفط - والقبيلة - والعولمة

النفط - والقبيلة - والعولمة

هذه ليست دراسة أكاديمية، ولكنها قراءة عامة تحاول ملامسة الصورة العامة لواقع أقطار الخليج العربية بمنظار المتأمل العادي الذي يشاهد، عن قرب، نماذج تبدو صوراً صغيرة تحتاج إلى تكبير.

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
الخليجيون والخلجنة
 
لقد أكد هويته··أنه خليج عربي··والقاطنون في أقطاره··عرب قبل أن يعرفوا الخليج··وبعد أن عرفوه··أكدوا عروبته تأكيدا لعروبتهم··والخليج بعروبته··وقاطنو أقطاره بعروبتهم··هم جزء من الوطن العربي·
 
لم يكن أبناء هذا الجزء من الوطن العربي··يشعرون في قرارة أنفسهم··أن لهذا الجزء هوية منفصلة أو مختلفة··وما دار بخلدهم ذلك··ولم يكن مجرد التفكير فيه واردا··وكان شعورهم دائما أنهم في جزء من الوطن العربي··لا يفصله عن باقي الأجزاء فاصل إلا الحدود المصطنعة التي أقامها المستعمر· وفي خضم المد القومي الذي حاول التأكيد على اسم الخليج·· أنه عربي وليس فارسيا··كان هناك ترحيب بذلك منقطع النظير··ولكن لم يقفز إلى الذهن··أن القاطنين في هذا الجزء على الخليج العربي··يفكرون في هوية غير الهوية العربية··فهم يؤكدون عروبة الخليج حينما يؤكدون أن الخليج عربي··ولم يحتل مسمى الخليج حيزا في إضفاء هوية لهم وإنما الهوية أنه عربي· وجاء الرواج النفطي··فقسم العربي إلى فريقين أو هكذا بدا الأمر··فريق اليسر··وفريق العسر··وبدا أبناء الخليج··وهم في غمرة الترف النفطي··بعيدون عن واقع إخوانهم الذين يواجهون شح الموارد··أو بدأت نظرات العرب إلى أبناء أقطار الخليج العربي تتسم بأكثر من سمة· ربما كان في النظرة شيء من الاستنكار أن تأتي هذه الثروة لأقلية سكانية··بينما الكثافة السكانية في العديد من الأقطار العربية لا تحظى بسرابها···وربما كان في النظرة شيء من الغبن أن هؤلاء الذين هبطت عليهم الثروة··ربما كانوا غير مؤهلين··وغير مهيئين للاستفادة منها··وفي كل الأحوال··غلب التصور أن هذه الثروة أولى أن يستفيد منها الوطن العربي بأسره··وهي ليست حكرا على الأقلية السكانية في الجزء العربي القابع على ضفاف الخليج العربي· وفي مقابل هذه النظرة سادت نظرة لدى القاطنين على ضفاف الخليج العربي··أن الثروة من حقهم··وأنهم كانوا في وقت من الأوقات يواجهون شظف العيش بأقسى صوره··ومع هذا لم يلتفت إليهم أحد من إخوانهم العرب··أو يمد يد العون لهم في أقطار كانت غنية بالمنظور النسبي·
 
ومع تضاد النظرتين··نشأ فاصل نفسي بين العرب القاطنين على ضفاف الخليج··وإخوانهم العرب في باقي أجزاء العالم العربي وضفافه·· وربما كان قد نشأ فاصل سياسي أو أيديولوجي إبان فترة المد القومي بين التقليديين والتقدميين··والرجعيين والثوريين··وتضافر الفاصل مع الفاصل··فأوجد فاصلا قويا· ولهذا فإن القاطنين على ضفاف الخليج العربي··وهم فيما بدا لإخوانهم·· أنه نادي أثرياء انتظموا في تجمع إقليمي اتخذ لنفسه صبغة خليجي· ومع أن المجلس لم يحقق خطوات جادة في ترسيخ التكامل على أي الأصعدة··ناهيك عن الوحدة··فإنه حشد شعارات تواكبت معه ومعها مشاعر عارمة من التأكيد على أهمية التعاون الخليجي··والأمن الخليجي··والاقتصاد الخليجي··والتراث الخليجي··إلى التغني بكل ما هو خليجي· حتى الانتماء··طغت عليه الخلجنة وهذا في مقابل العرب في الأجزاء والضفاف العربية الأخرى··أما داخل كل هذه المظلة الخليجية··كان الانكفاء القطري قويا··فالكويت··تتحدث عن التكويت··وقطر··عن القطرنة··والبحرين··عن البحرنة··والسعودية··عن السعودة··

Pages