You are here

قراءة كتاب مزرعة الحيوان - جورج أورويل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مزرعة الحيوان -  جورج أورويل

مزرعة الحيوان - جورج أورويل

يتوقع القراء مني أن أقول شيئاً عن نشوء مزرعة الحيوان, لكنني أود أن أقول شيئاً عن نفسي, وتجاربي التي وصلت من خلالها إلى موقفي السياسي. لقد ولدت في الهند عام 1903.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
مزرعة الحيوان الفصل الأول
 
أغلق مالك مزرعة القصر، السيد (جونز) قن الدجاج؛ بسبب الليل, ولم يتذكر أن يغلق فتحات العلف الصغيرة لأنه كان ثملاً. ترنح عبر الساحة في دائرة ضوء فانوسه التي كانت تتراقص على جانبيه, وركل بحذائه الباب الخلفي, وانتزع كأسه الأخيرة من الجعة في البرميل الذي كان في حجرة غسيل الأطباق, ثم شقّ دربه إلى سريره حيث غط في نوم عميق في الحال.
 
هب نشاطٌ وهياجٌ في كل أبنية المزرعة فور انطفاء الضوء من حجرة النوم, فقد سرت شائعةٌ أثناء النهار بأن الخنزير الأبيض العجوز (ميجور)، انتابه حلمٌ غريبٌ في الليلة السابقة, ورغب بنقله للحيوانات الأخرى التي اتفقت على الاجتماع في الحظيرة الكبيرة فور تنحي (اولد ميجور) عن طريقها, حظي (اولد ميجور) - كما كان يدعى دائماً على الرغم أن الاسم الذي أعطي له كان (ويلنغدون بيوتي) باحترام كبير في المزرعة؛ لذلك كان الجميع مستعداً للتضحية بساعة نوم من وقته لسماع ما سيقوله.
 
في أحد أطراف الحظيرة الكبيرة, وعلى منصة مرتفعة، استقر (اولد ميجور) على فراش من القش تحت فانوس تدلى من عارضة خشبية, كان في الثانية عشرة من عمره, وازدادت بدانته مؤخراً, لكنه لازال خنزيراً ملكي الإطلالة, وذو مظهر عاقل ومحب للخير, على الرغم من حقيقة أن أنيابه لم تقطع, قبل أن تبدأ الحيوانات الأخرى بالوصول, وتأخذ راحتها كل على طريقته الخاصة بوقت طويل, أولاً جاءت الكلاب الثلاثة، (بلوبيل وجيسي وبنشر)، ثم الخنازير، التي استقرت فوراً على القش أمام المنصة, وقف الدجاج على عتبات النوافذ، ورفرف الحمام على عوارض السقف الخشبية، أما الأغنام والأبقار فاستلقت خلف الخنازير, وبدأت تجتر مضغها, جاء حصانا العربة، (بوكسر وكلوفر) معاً، يمشيان ببطء شديد, واستقرت حوافرهما المشعرة الكبيرة بعناية كبيرة خشية أن يكون أحد الحيوانات الصغيرة مختبئاً في القش, كانت (كلوفر) فرساً حنوناً متينة تقترب من أواسط عمرها, ولم تعد إلى شكلها السابق بعد ولادة مهرتها الرابعة, أما (بوكسر) فكان دابةً ضخمةً، يصل علوه إلى ثمانية عشر شبر تقريباً, وقوته تعادل قوة حصانين مجتمعين, شريط أبيض تحت أنفه أعطاه مظهراً غبياً إلى حد ما, وهو في الواقع لم يكن ذكياً من الطراز الأول, لكنه كان محترماً عموماً لثبات شخصيته, وقوته الهائلة على العمل, بعد الحصانين جاء التيس الأبيض (مورييل) والحمار (بنجامين), كان (بنجامين) أكبر الحيوانات عمراً في المزرعة, وأسوأها طبعاً, فقلما كان يتحدث, وعندما يفعل، يكون عادة لإطلاق ملاحظاتٍ ساخرة, مثلاً: كان يقول: بأن الرب أعطاه ذيلاً ليبعد به الذباب, لكنه بعد فترة قريبة لم يبق لديه لا ذيل ولا ذباب, كما أنه من بين حيوانات المزرعة كلها الذي لم يضحك أبداً وإن سئل عن السبب, كان يقول: إنه لم ير شيئاً يثير الضحك, مع ذلك، دون الاعتراف علناً، كان مخلصاً لـ(بوكسر), كانا يمضيان أيام آحادهما معاً في 

Pages