يتوقع القراء مني أن أقول شيئاً عن نشوء مزرعة الحيوان, لكنني أود أن أقول شيئاً عن نفسي, وتجاربي التي وصلت من خلالها إلى موقفي السياسي. لقد ولدت في الهند عام 1903.
You are here
قراءة كتاب مزرعة الحيوان - جورج أورويل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
"الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يستهلك دون أن ينتج, فهو لا يعطي الحليب ولا يضع البيض وأضعف من أن يجر المحراث، ولا يستطيع الركض بسرعة للامساك بالأرانب, ومع كل هذا هو سيد الحيوانات الذي يجبرها على العمل, ويعيد لهم الحد الأدنى الذي يقيهم من الجوع, ويحتفظ لنفسه بالبقية, كدحنا يحرث التربة, وروثنا يسمدها, ومع ذلك لا يوجد واحد منا يملك أكثر من جلده, أنتن أيتها البقرات اللواتي أراكن أمامي، كم ألف غالون من الحليب أعطيتن في السنة الماضية؟ كل قطرة منه ضاعت في حلوق أعدائنا, وأنتن أيتها الدجاجات، كم بيضة وضعتن في السنة الماضية، وكم بيضة منها فقست وأصبحت أفراخاً؟ البقية ذهبت كلها للسوق لتجلب المال لـ(جونز) ورجاله, وأنت يا (كلوفر)، أين تلك المهور الأربع التي ولدتها؟ لماذا لم تكن سنداً وعزوة لك في هرمك؟ لقد بيعت كلها قبل أن تتجاوز السنة الواحدة من عمرها, ولن تري أياً منها ثانية, ماذا لديك عدا حصصك من الطعام والمربط تعويضاً عن ولاداتك الأربع وكدك في الحقول؟!
" وحتى الحياة البائسة التي نحياها لا يُسمح لها أن تبلغ عمرها الطبيعي, عن نفسي أنا لا أتذمر؛ لأنني كنت أحد المحظوظين. أنا في الثانية عشرة من عمري ولدي أكثر من أربعمائة طفل. هذه هي الحياة الطبيعية للخنزير, لكن لن ينجو أي حيوان من السكين الوحشية في النهاية, أنتم أيها الخنازير الصغار الذين تجلسون أمامي، ستكون حياة كل واحد منكم مهددة في غضون سنة واحدة, يجب علينا كلنا، البقر والخنازير والدجاج والأغنام أن ننتبه لذلك الرعب, حتى الخيول والكلاب مصيرها ليس أفضل أيضا, أنت يا (بوكسر)، في اليوم الذي تفقد فيه عضلاتك العظيمة قوتها، سيبيعك (جونز) إلى مشتري الحيوانات الهزيلة الذي سينزع حنجرتك, ويحولك طعاماً لكلاب الصيد, أما الكلاب حين تهرم وتفقد أسنانها، يربط (جونز) قرميدة حول رقابها ويغرقها بأقرب بركة.
" ألا يتضح بجلاء أيها الرفاق أن كل الشرور في حياتنا تنبثق من استبداد البشر؟ لو تخلصنا من الإنسان سيكون نتاج عملنا لنا ونصبح أغنياء وأحراراً بين عشية وضحاها تقريباً. إذاً ما الذي يجب علينا أن نفعله ؟ ولماذا؟ اعملوا في النهار والليل وبالروح والجسد من أجل الإطاحة بالسلالة البشرية! هذه رسالتي لكم. أيها الرفاق: الثورة! أنا لا أعرف متى ستأتي تلك الثورة، قد تكون في غضون أسبوع أو بعد مئات السنين، لكني أعرف ومتأكد كما أرى هذا القش تحت قدمي، بأن العدالة ستتحقق عاجلاً أم آجلاً, ركزوا عيونكم على ذلك, أيها الرفاق، خلال البقية القصيرة من حياتكم, وقبل كل شيء، انقلوا رسالتي إلى الذين يأتون من بعدكم، لتواصل الأجيال القادمة الصراع حتى تظفر بالنصر.