You are here

قراءة كتاب جسر على وادي الرماد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جسر على وادي الرماد

جسر على وادي الرماد

أما الوادي فهو رماد أوراق أعمار الحيارى اللاهبة في سيل التيه اللائب ولربما أشار إلى حرائق الوطن ورماده..، وأما ضفتا الوادي فشاطتا إيمان، إيمان شاب وإيمان كهل، والجسر محاولة وصل ما قطع وادي التيه بينهما من آصرة لفحتها النيران، وتركت فيها ندوبا تستعصي على الن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 5
المقدمة
 
الشعر.. وما أدراك ما الشعر.. عالم جياش بأحيائه، وخضم صاخب بنزعاته وأهوائه. لحون تداعب السمع صاخبة او هامسة، وألوان زاهية تزخرف جدران الحياة العارية العابسة.
 
آفاق من الفكر تنداح في أبعاد غائرة، وذرى أرواح صاعدة سامية ، كل ترنيمة تملك عليك حسك تملك بها لحظات ثرة في أوقاتك الجديبة، وكل تهويمة في ظلال قصيدة تزرع في رحاب نفسك غرساً اخضر يانعاً عطشاً للحياة.
 
وما الذوق الإنساني لولا الشعر والفنون الجميلة الباقية؟ بل ما الحياة ! اذا أقفرت من معانيها المخصابة وعواطفها الجائشة؟ وأجدبت من متع الفكر والشعور؟
 
إن على عاتق الشعر وكل فن جميل يقع عبء إعادة الإنسانية إلى الإنسان في هذا العصر الذي فقد فيه الإنسان كثيراً من معاني إنسانيته.. على الشعر أن يحفظ للإنسان ذوقه حياً لئلا يتحول الإنسان إلى آلة أو بهيمة.
 
حين بدأت قصتي مع الشعر كان لي منه موسيقاه أحسها وأتذوقها في بحور ما الحياة إذ ذاك إلاّ جدران عارية صمّاء خرساء، ليس فيها من معالمها حتى ولا بوم ينعق على أطلالها الموحشة الكئيبة.
 
وما أشقى الإنسان حين يصبح رقماً في عالم الأرقام وينحدر هاوياً الى درك الآلية، محطماً روحه وفكرة وحسه، يعيش ولا يدري انه يعيش. يأكل بآلية ويعمل بآلية ويحزن ويسأم بآلية، لأنه لا يتأمل ولا يتذوق حتى الألم والسأم.
 
الشعر العربية، وأنظم الشعر موزوناً على السليقة، انصياعاً لما يسمونه الأذن الموسيقية هذه الحاسة الموسيقية وهذا الذوق يظهر أثره في اختيار البحر واللفظة عند النظم. وهو ما اسميه الموسيقى الخارجية: البحر والقافية ، والموسيقى الداخلية موسيقى الألفاظ المتناغمة التي تشكل البيت ومن ثم القصيدة. وكلما تقدم بي العمر الشعري ازداد اهتمامي بالمعنى والصورة والخيال، وحاولت في ذلك بعض المحاولات الجديدة التي سيكون لك الحكم عليها أخي القارئ.

Pages