كتاب "قطعة ناقصة من سماء دمشق" ، تأليف : رائد وحش ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوز
You are here
قراءة كتاب قطعة ناقصة من سماء دمشق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
قطعة ناقصة من سماء دمشق
الشيح، النبتة البرية التي جلبَبَتِ المكان، قلّت إلى حفنات لا تكفي قطيعاً.
المخيّم رغم كل التحولات، من تهميشه بعد انتقال الثقل الفلسطيني إلى داخل الأرض المحتلة حيث غابت الشعارات الثورية عن جدرانه، وصار التغيير واضحاً في تسمية محلاته التجارية التي انتقلت من الأسماء الوطنية إلى الأسماء الدينية، وتوسّعه الكبير خارج الدائرة التي رسمتها «الأونروا»؛ المخيّم رغم كلّ ذلك ما يزال مخيّماً، ليس كمكان، لا، فهو بهذا المعنى مثل عشوائيات المدينة وضواحيها. المخيم أكمل تحوله من مكانٍ إلى إنسانٍ. لو سردتُ لك الأسماء: أبو فيصل، الفرنسي، الكوبي، الحنونيّة، مريومة، حازم.. ستجدهم كلَّهم واحداً. هذا الواحد هو خلاصة البداية التي نتعلّل عليها بالقهوةِ وضوءِ القنديل، لا سيما في الوقت الذي يرشّحنا جميعاً للموت. ثم إن فمويتنا الشيحيّة موتيّة، فنحن نعبّر بـ«تحت النهر» أو «فوق الطريق» دون أن نعني الغرق أو الدهس. هي مجرد أسماء محلية للجهات؛ شرقَ النهر وغربَ الطريق.