كتاب "قطعة ناقصة من سماء دمشق" ، تأليف : رائد وحش ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوز
You are here
قراءة كتاب قطعة ناقصة من سماء دمشق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
قطعة ناقصة من سماء دمشق
لكنّ هذا التحوّل يخفي نقلة نوعيّةً في جوهر الحياة، فمنذ غابت النّار وحلّت محلّها الكهرباء في البيوت والشوارع أخذ نوع أحيائيٌّ جديدٌ بالتكاثر كالبكتيريا، وتجلّى خطر هذا النوع أكثر ما تجلّى في تبشيره الكاسح بالاستغناء عن الشمس، واستطاعته، في الآن ذاته، محوَ الليل. لم يعد أكل الطعام المكهرب، وتنفّس الأوكسجين المكهرب، والعيش في نهار طويل وملفّق.. أمراً خطيراً، بل إن الخطر في تلك الكائنات الكهربائية التي لا يمكن أن ترى إليها إلا كبطارياتٍ باقيةٍ ما بقي فيها كربونٌ قابلٌ للشحن. منذ عادت النار إلى وظائفها في الإنارة والتدفئة، في حضور قوة الإلهيّ في البشريّ، حسّاً وعاطفةً وفكراً.. منذها، مع استعادة أهم عناصر الخلق، عدنا إلى أوّلنا.. عدنا ناريين جداً، وما لهب القنديل إلا علامة في التحول الكبير. فمثلما فعلت النار في التاريخ، إذ لم تكتف بتقديم النور وإنضاج الطعام، بل قامت بتطويع المعادن، ها هي ذي نار القنديل تطوّع معدن الخوف، ومعدن الألفة، كي لا تسمح للجحيم بأن يكون جحيماً.