وهذا الكتاب الذي بين يديك –أخي المسلم- يجعلك عند الأخذ بما فيه في عبادة دائمة: فأنت في استيقاظك ونومك، وأكلك وشربك، وأمانك وخوفك، وصحتك ومرضك، وإقامتك وسفرك، ورخائك وعسرك، وفي كل شأن من شؤون حياتك في عبادة!
وقد قمت بتقسيم الكتاب إلى ثلاثة أقسام:
You are here
قراءة كتاب الذكر والدعاء في القرآن والسنة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الذكر والدعاء في القرآن والسنة
الصفحة رقم: 6
والذكر أيسر العبادات. فلا يجد الإنسان مشقة في فعله، فيذكر ربه في أحواله كلها: يذكره في بيته، ويذكره في سوقه، ويذكره في حال صحته وسقمه، وقيامه وقعوده، وسفره وإقامته … ومع أن الذكر ايسر العبادات، فهو أجلّها وأكرمها عند الله. وقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله: بلغنا أن الله - - قال:
((عبدي اذكرني بعد الصبح ساعة، وبعد العصر ساعة، أكفك ما بينهما))( ).
وقال بعض العلماء:
((إن الله - - يقول: أيما عبد أطلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري، توليت سياسته، وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه))( ).
وقال معاذ بن جبل :
((ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلاّ ساعة مرت بهم لم يذكروا الله سبحانه فيها))( ).
وقال الحسن البصري، وأبو العالية، والسدي، والربيع بن أنس:
((إن الله يذكر من ذكره، ويزيد من شكره، ويعذب من كفره))( ).
وقال بعض السلف في تفسير قوله تعالى: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ:
((هو أن يطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر))( ).
وفي الذكر –مع خشوع القلب- تقوى الصلة بالله، وتطمئن النفس، وتغرس حقيقة التقوى في نفس المسلم. وهناك يفوّض أمره إلى الله، ويتوكل عليه وحده، ولا يلتفت إلى سواه. وبهذا تنغرس الخشية من الله والخوف منه في نفس الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.
ما يكون به الذكر:
الذكر ثلاثة أقسام:
1- ذكر القلب. 2- ذكر اللسان. 3- ذكر الأعضاء.
وأفضل الذكر ما كان بالقلب واللسان معاً.
أما ذكر القلب، فيتنوع إلى نوعين:
أ- التفكير في عظمة الخالق - - وفي مخلوقاته، وما بثه في أرضه وسمواته… فإن هذا التفكير يمكِّن الإيمان في القلب، ويُقوّي العقيدة الصحيحة في النفس.
ب- الاعتقاد الجازم بأركان الإيمان الستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. والإيمان الصحيح بهذا يُكوِّن في المسلم استجابة تامة لكل ما يأمر الله به أو ينهى عنه.