"مكامن الدر سيرة حياة فخري أبو شقرة"، كتاب صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. حرر هذه السيرة وقام بها محمد الظاهر وهو كاتب وصحافي، وهو يقول في معرض تقديمه للسيرة:
You are here
قراءة كتاب مكامن الدر - سيرة حياة فخري أبو شقرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

مكامن الدر - سيرة حياة فخري أبو شقرة
ذات مرة سأله صاحبنا: لماذا تكذب على السياح؟ فأجاب: لأنني أريد أن أستريح· أجلس لأرتاح وأبقيهم مشغولين بتصوير الحجر·
لم يكن الخواجة جورج غريبا على أسرة صاحبنا، فقد كان يحضر إلى بيتهم ويدخل الحديقة الخلفية للبيت، تلك الحديقة التي يحدها السور الروماني القديم من الشرق· وكانت هنا شجرة توت ضخمة يتسلقها صاحبنا مع رفاقه الصغار لأكل التوت الكبير الاحمر الذي تميل حمرته إلى السواد· وكان جورج يأتي لطلب التوت، فيقولون له إنه لا يوجد لديهم وعاء يقدمون له التوت فيه· فكان يخلع برنيطته ويقدمها لهم ليضعوا له التوت فيها· فكانوا ينظرون إلى البرنيطة، فيجدون الدود معششا فيها، فيمسحونها ببعض حبات التوت، ثم يملأونها بالتوت فيأخذها شاكرا وينصرف·
كان الخواجة جورج يعرف أكثر من أربع لغات لكنه كان يعيش حياة بوهيمية: فقيرا، مقطوعا من شجرة، لكنه لم يؤذ أحدا أبدا·
أما الشخصية الثالثة فهي شخصية ابي العبد الفران· كان خباز المنطقة، وكان يلوك التنباك ويبصقه على الأرض وهو منهمك في عمله· وكان صاحبنا مع افراد الأسرة الصغار يحملون أطباق العجين الكبيرة ويذهبون بها إلى فرنه ليخبزها لهم·
ولما كانت أسرة صاحبنا من الأسر الممتدة الكثيرة العدد، فلم تكن تمر ساعة إلا ويأتي أحد اولادها حاملا العجين أو الصواني للفرن، فيشعر أبو العبد بالضيق ويصرخ: يقطعكم يا دار الشيخ شو بتوكلو
وكان اكثر ما يضايق أبا العبد أن تسأله: ماذا تعلك؟ فيبصق ما في فمه ويقول: اعلك (······)·