"روائع النهى" ديوان الشاعرة الفسلطينية الراحلة نهى عبد العزيز التميمي، جمع ومراجعة وتدقيق وترتيب كل من: ابنها عنان محمود الدجاني وحفيدها عمرو مصطفى الوشاح، وصدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2013، وكتب كل من جامعي الكتاب في مقدمة الأهداء:
قراءة كتاب روائع النهى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

روائع النهى
أسمى هدية النصيحة
الليلُ في نفسي أذانٌ أولُ
والفجرُ إيذانٌ بعمرٍ يُقبِلُ
والشمس لي أملٌ، ولأْلاء الضحى
وَلَهٌ، وآصالٌ بها أتعللُ
أمّا إذا أزف الغروب ولفَّني
فالروع يغمرني وخوفي يهطلُ
ومداد أقلامي يجفُّ وبسمتي
تذوي وقرطاسي حزينٌ مهملُ
تلك الحياة مسيرةٌ عجلى
بها الأحياء تمضي لا تقيم فترحلُ
نتوهم الدنيا خلوداً مشرقاً
فيها الصبا أبداً يميس ويرفلُ
ثوب الشبيبة دائماً متجددٌ
إنْ يبلُ خيط قد رفاه المغزلُ
ونظن أن الروض يبقى مزهراً
والفجر في نفس الكواكب يمثلُ
بينا الورى عطرُ الربيعِ نضارةً
فإذا بهم عصفٌ يجفُّ ويُؤكلُ
كانوا وساداً للسعادة والهنا
فتوسَّدوا صدرَ البلى واستُعجلوا
في أوجِ صحتهم تهادَوْا همةً
فإذا بهم خشبٌ ممددةٌ قَلوا
ملءُ الجفون جمالهُم ونشاطُهم
فإذا الدوابُّ رعث عيوناً تذبلُ
فالعيش ظلٌّ زائلٌ ومتاعُه
فانٍ فلا أملٌ لديّ مؤمّلُ
إن كنت تبني يا أخي بيتَ الهوى
عبثاً ذووك بناءَهم لم يُكحلوا
سلفٌ بنوا فوق السديم قصورهم
فإذا الأديم مقامهم والمنزلُ
ضمَّ الثرى جسماً يفيضُ ملاحةً
ما كان يقنعُ بالمصير ويَحفلُ
إن شِدْت للأخرى فسعيُك أحمد
أبشرْ ستلقى ما يسرُّ ويُؤملُ
سارعْ أخي واجمع شتاتك برهةً
راجعْ رصيدك فالحساب سيُقفلُ
فالخيرُ أنفسُ ما كنزت وثروةٌ
في الدنيَيَيْن ونعمةٌ لا تأفلُ
والذكرُ أفضل ما تركت لأنه
عمرٌ مديدٌ في الحياة ومِنهلُ
أما أنا الأمة الفقيرة للإله
ــ فليس لي إلا الرجا مستقبلُ
وحصيلتي تلك الحروف غرستها
فلعلَّها تؤتي ثماراً تَفْضلُ
هذي الهدية يا أخي قد رمتُها
مسكَ الختام لعلها تتسلسلُ
لم أبغِ غير رضا الإله لقاءها
خير الدعاء أريد منك وأسأل
ومثابةً عني وأجراً وافراً
لي يا إلهي إنني أتوسلُ