قراءة كتاب روائع النهى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
روائع النهى

روائع النهى

"روائع النهى" ديوان الشاعرة الفسلطينية الراحلة نهى عبد العزيز التميمي، جمع ومراجعة وتدقيق وترتيب كل من: ابنها عنان محمود الدجاني وحفيدها عمرو مصطفى الوشاح، وصدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2013، وكتب كل من جامعي الكتاب في مقدمة الأهداء:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 8

رحلة الوجدان

شب الأسى في صدرها لما نأى
طيف الأمان مع الحبيب المرتجى
وتوغلت في وحشةٍ نزفت ونى
تبكي أماني قلبها وسط الدجى
* * *
كم هدهدت قلب الثرى في خلوة
ملهوفةً نكأت كوامن خوفها
لا ومضةً بالود تحضن طفلها
لا همسةً حرّى تعانق صمتها
* * *
فتنهدت مما اعتراها تارةً
وتوسلت حيناً بنفسٍ طاهرة
وترددت أصداء قلبٍ موهنٍ
خلف المرابع والحرارة فائرة
* * *
وتصارعت فيها أحاسيس الجوى
كالريح تعصف في حنايا الأضلع
جاست عيون الذعر قفراً موحشاً
تهمي بحرمانٍ وحزنٍ موجع
* * *
فلربما تلقى بصيصاً وأنيساً
لشعاع أمن أو تطوِّقها المنى
ما كان أقسى ما شجا في نفسها
ظمأٌ شديدٌ واغترابٌ وضنى
* * *
لما رأت بحر السراب يضمّها
قد هرولتْ بين الصفا والمروة
وتعثرت بالرعب يتبع ظلها
حيناً وأشلاء الأماني الغضةِ
* * *
سرحت إلى رب السماء بقلبها
ورضيعها يكوي الكيان ويلسعُ
وشجت بصدقٍ من بوادر يأسها
وتوسلت وفؤادها لا يهجعُ
* * *
فانشق صدر الأرض عن نبعٍ روى
ظمأً تسعّر في قلوبٍ واهية
نبعٌ طهور قد تقدس ماؤه
فتدفّق من قلب أمٍّ حانية
* * *
من زمزمٍ نهل الفؤاد سعادةً
وتحيرت مما تراءى من سخاء
في اللانهايات التي لا تنفذ
فضل الإله وما تسلسل من عطاء
من حيث لا تدري تملكها السنى
من كفٍّ جوّادٍ يطوقها السناء
* * *
وهنيهةً ثم السكينة قد رست
في نفسها ثم اعتلت متن الأمان
قد أشرقت شمسٌ تعالى وهجها
علويةٌ قد أفعمت دنيا الجنان
* * *
فتهلّلت في نشوةٍ أعماقها
كم كان أصعب لو عصت أمر الإله
كان امتثالها للأوامر نعمةً
حقاً ومكْرُمةً لتنعم في رضاه
* * *
ولحكمةٍ لجم الإله فؤادها
حتى يضيء أمامها سبل النجاة
فإذا بها فازت بفضل ثباتها
بالرغم من شظف المعيشة في الفلاة
* * *
ولقد سمت فوق المباهج نفسُها
وبعزّةٍ عافت بريقاً لا يدوم
بشرى الإله تلوح من أفق
الخلود فيا هناءة من سيحظى بالنعيم
* * *
ِبرَكُ التعاسة بحزنها آيةٌ
شقَّت طريقاً للسعادة والهدى
قبسٌ يطّهر خاطراً بضيائه
ويجوب وجداناً على طول المدى

Pages