You are here

قراءة كتاب انجازات لا يعرفها الآخرون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
انجازات لا يعرفها الآخرون

انجازات لا يعرفها الآخرون

كتاب الخواطر "انجازات لا يعرفها الآخرون"، العلم والمتاعب (إذا كانت الحقائق قاسية وتطعن قلب الإنسان بلارحمة فالجهل يقتل دون نقاش...كهولاكو...عندما تركز على حقيقة واحدة وتتجاهل الأشياء الأخرى وكأنها غير موجودة تصل إلى طرق فرعية تضلك عن الصواب الذي ترنو إلى ال

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 6

أفكار حتمية

كثيرة هي الأفكار الحتمية التي تواعدني فجأة في مقهى الروح دون استشارتي كنوع من أنواع إلغاء الشخصية أو الأذى المتعمد،إنها تستخف بحرية الرأي والفكر ولا تدخر جهداً لإعيائي ولا تتوقف عند حد معين ولا تعرف الحدود،و لا يمكن التخلص منها برمشة عين أو بإمرار القلم على الصفحات الفضية الموشاة بالأعلام أو المبنية على أنقاض الرواية إلى يوم معلوم بتاريخ مجهول بأحداث لم تحدث ولم تكن خيالية وهي ليست بالواقعية،أفكاري لم تزر القبور ولم تلهمها الرواية لكنها تعرضت للأفران الحرارية وهي قادمة كصراخ يصدح في حقبة الدايناصورات أو كموجات قياسية فوق سمعية وغير قابلة للاندثار أو ككلمات غير مفهومة تدل على كل شيء،أفكاري فوق العادة وتمسكها الإصراري بعقلي على مدار الساعة هو قدر من المسلمات لكنها لا تقترب من أي شيء آخر كأنها في عقلي العالي المتعالي،حصدت أفكاري أنهاراً أكثر مما حصدت من الأسئلة..
كنت أستفسر عن تفسير لما لا يحدث فلم أعد أصدق حياة الأوهام الواهية التي هوت في هاوية حقيقية مزخرفة بالخراب..فما لا يحدث يحدث أكثر مما سيحدث وغداً لن يولد المؤرخ ولن يدون التاريخ المشوك بالأماني لأنه عمود فقري دون مخلوق...... وسيؤول إلى كذبة بلا حول تضمر الصدق المحاك على قماش منسوج من مادة الهواء الفانية التي يلبسها السراب في اليوم الأول من شهر المشردين الذين يتناوبون على شرب الغبار في اليوم الثاني الذي لم يأت بعد في قانون الأكوان المكونة لما لا يتكون......
وعند النوم دون أحلام مختارة ستتحقق عندما لا تتحقق حتى غدت مأسورة وغير حرة وملائمة لليأس الميؤوس منه بلا طائل مع عدم متكثف وبخار ثابت ضد التحول ضد التجول وضد التداخل المتداخل المتخاذل لما كان حرفاً وضد عداوة كلية تكون كعرقلة لا تتجسد ولا تفلح في كبح إرادة الحياة الأولى قبل أن نعيش في متاهة تعد مبالغة فاحشة تتحدى التطرف المترائي بلون أحمر ذلك اللون المتطرف المحلى باللون اللامرئي الذي يربض بمحاذاة البصر بل هو أقرب بل هو ضمن الجزيئات الثائرة كي لا تقول ما لا يعمم أو تعمم كل عقارب الساعات في زمن واحد مشترك لا تريد تسجيله في المحكمة المحرمة........لأن التفرد شيء مقدس كطائر العنقاء لذا عقدت أفكاري العزم على زيارة مكتب براءات الاختراع لتخبرهم أنها مخترعة العام الأخير من آخر قرن أعيشه.....
يتجمع سماسرة الجماجم في وادي الموتى المهمش المهشم لدفن الجثث منذ البرهة الأولى لوفاة أصحابها الذين قسموا إلى أموات تابعوا الموت وإلى بشر دفنوا وهم أحياء...فالموت كلمة تقال لنا لنستدل على نهايتنا لكنها تدل على أن كل أوقاتهم – للموتى-التالية عقيمة كأنهم البؤساء في حقل تنمو أشجاره من لزوجة جائرة لا تجوز لغيرها لتغدق أملاً داكناً يعانق سيلاً من سكينة تكرسها له أنوار وردية.........

هذا المكان لا ينسى

(ما للمنازل لا يجبن حزيناً..... أصممن أم بعد المدى فبلينا؟؟) (مفتاحك أيها المنزل يخلق لي غياباً في وجودي الآخر فما السر وراء كل هذه المشاعر) (ذاكرة المكان ذاكرة اسفنجية)
مكان كان لي...كنت في قبضة أطلاله...كان كل شيء بالنسبة لي...خيالي يعتبره جزءاً من الخيال الواقعي (لله در الخيال إنه يحمي مقدساتنا)...لكنه (المكان) من منظور المعرفة في المنطق والفلسفة صار ذكرى باهتة ألوانها فاتحة أو فكرة عابرة كأي فكرة عادية قد تخطر على البال..لم يعد (معرفة) لأنه لم يعد هنا...خيالي يستحضره في كل المناسبات...و الحقيقة الكامنة فيَّ (أكثر الحقائق صدقاً) تعتبره حقيقة مستقلة عن الوجود أي حقيقة تنتمي لقانون حقائق لا يمكن استحلابه مع حقيقة الوجود البحت...لكنني حين أسترجعه لحيز الوجود أجده مبتوراً..فأين يكون هذا المكان بدوني؟؟..ماذا أسميه؟؟..ماذا أدعوه؟؟..و كيف سيمثل في حضوري الآن؟؟..إلى أي مدى سيرهبني (قيام ذكرى المكان)...ما احتاج إلى معرفته هو: كيف سينساني ذلك المكان؟؟ (هذا البيت لا ينسى)...إنه يعتبرني موجودة فيه بدءاً من الآن إلى أن أعود إليه....إنه يستحدث صراعاً في نفسي ولا يدرك عواقب هذا الاستذكار (إذا فأنت لا تكنين الحنين لذلك المكان...ألست مشتاقة له؟؟ ألم يكن هذا المكان سنداً لك...ألم يحتويك في حرير حبه اللامحدود؟؟) بلى أنا مشتاقة وعندي لوعة..لكنني لا أستطيع أن أجاهر بالمشاعر أكثر من (القليل) حتى لا تسحبني إلى عوالم موحشة ومظلمة من الحسرة وانقباض القلب (نذير خوف مما سيأتي)...فها أنا ذا أكثر من الضمائر في حديثي كي لا تجرحني ذكراك أيها المكان العزيز....( رجاءً ذكرني بك بلطف إذا أردت أن تذكرني بدافع الاخلاص والوفاء...المخلصة)....
وقفة أخرى على الأطلال: أيها المكان..إن المسألة ليست كما تظن..ليست المسألة الكبرى وجود ظلين لشخص واحد...أرجو أن تلاحظ أهمية الموضوع...فهذا الموضوع غير موجود في عهدة الشرح....أيها المكان..إيماني بنفسي من المسلمات...لا يمكن أن أحذف نفسي..كما لا يمكن أن أتخيلك بدوني..... سألت أركان المنزل: كيف أكون غائبة (شيء لا يمكن تصوره...لعبة مكانية...زمانية...نفسية...خلل في التوازن)...أو كيف يكون شكل غيابي؟؟ اعترف أنني في حاجة للجواب.....أنا لا أستطيع الحضور لأرى غيابي وأجد صعوبة كبرى في تخيل وجودي في الغياب...فهذا سيحيلني إلى أنني غير موجودة (لاحظوا أنني أسبح في دائرة مغلقة)..و لا يوجد حل وسط إما أنا وإما غيابي...و لا يمكن أن أغيب وأنا موجودة...و لا يمكن أن أوجد وأنا غائبة....فكيف سولت لك نفسك أيها المكان بأن تجعلني من ضمن الغياب..و كيف جعلت وجودي مشوباً بالغياب....لا تنس وجودي البحت أيها المكان.

Pages