You are here

قراءة كتاب انجازات لا يعرفها الآخرون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
انجازات لا يعرفها الآخرون

انجازات لا يعرفها الآخرون

كتاب الخواطر "انجازات لا يعرفها الآخرون"، العلم والمتاعب (إذا كانت الحقائق قاسية وتطعن قلب الإنسان بلارحمة فالجهل يقتل دون نقاش...كهولاكو...عندما تركز على حقيقة واحدة وتتجاهل الأشياء الأخرى وكأنها غير موجودة تصل إلى طرق فرعية تضلك عن الصواب الذي ترنو إلى ال

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 8

دموع بلا جدوى

(أبت عبراته إلا انسكابا...ونار ضلوعه إلا التهابا ومن حق الطلول علي...ألا أغب من الدموع لها سحابا....أبو فراس الحمداني) الدموع أو (شدة التأثر) أو (العجز عن التعبير بالطرق الأخرى)...(كلام الدموع) (الدموع الحارة قبل النوم قد توقف القلب)....الدموع تلك السوائل العاطفية ما أكثرها!...إنها تقول لنا:وحدكم أيها البشر تبكون لأنكم وحدكم الأقدر على الخيانة..أما مسألة القدرة على الحب فهي مختلف عليها (على الأقل حالياً)...يقولون أنها خروج لمشاعر مكبوتة وغسيل للهموم..كيف ذلك وهي تفتح معها كل الجروح التي استكانت؟؟..أم أن الجروح لا تستكين بأي حال من الأحوال؟؟.....هل للعبرات قوة حتى لا تتوقف (عدا عبرات السعادة)..هذا يعني أن للعبرات الضعيفة قوة..فهي إذاً قوة الضعف الذي يجتاح سفينة الإنسان (ضعيفة لأنها لا تفعل شيئاً ولا تغيّر الواقع..و أكثر شيء قد تفعله هو استجداء الرثاء)...قوة الضعف؟؟ (هذا يذكر باستبداد المرض)..إنه أمر يصعب تصديقه....كيف تعطي قوتك للضعف كي يشلّك؟؟؟
كيف تشعر بالحب وحبك مقترن بالدموع؟؟...و دموعك مقترنة بالألم والحزن والتأوه...كيف يجتمع الحب مع الألم؟ وفي داخل النفس يصبح هذان الشيئان شيئاً واحداً بل ينصهران معاً في هيكل كائن واحد أي ضمنك أنت حب مؤلم (مؤذي لأن الأذى يسبب الألم)....و إذا قلت: أحب الحب المؤلم.. فأنت وطنت نفسك على أذى النفس (و كما في التفاعلات الكيميائية حيث تكون خصائص المواد المتفاعلة مختلفة عن خصائص النواتج كذلك فإن خصائص الحب تختلف عن خصائص مزيج الحب والألم)....... وبعد هذا (بعد أن يصبح الحب ألماً) لن يجد الإنسان الخلاص في أي مشاعر أخرى لأنه في هذه الحالة تغيّر مفهوم الحب وأصبح الحب في عداد السكاكين التي تؤذي ذاتك...لا الدماغ..و لا الحبل الشوكي..ولا أنت..لا أحد منكم سيقترب من الحب...كيف لا وأنت تتصرف على غرار جسمك..فالأفعال الانعكاسية في الجسم (تحرضها أشياء عديدة مثل مطرقة الطبيب) تعرف شيئاً واحداً ومنطقاً أوحداً هو أنه عليك الابتعاد عن الأشياء المؤذية أيا كانت هذه الأشياء (الأفعال الانعكاسية لديها حكمة الفعل أو فعل مليء بالحكمة)..
فإذا وضعت على نفسك هالة من الأذى أو إذا مثلت دور الأذى على خشبة الواقع فستهرب من نفسك كأنك تهرب من وحوش ضارية...و هيهات أن تستطيع الهرب من نفسك دون أن تهدمها ودون أن تدمر هذه البنية البلورية...كيف يفترق الإنسان عن نفسه ولا يكون (دماراً)......(الاضطرابات الانفصالية:هي فقدان مفاجئ ومؤقت للذاكرة أو للهوية الذاتية....أو هي مشاعر انفصال سببها عوامل عاطفية...من الاضطرابات الانفصالية:اضطراب الهوية الانفصالي (اضطراب الشخصية المتعددة))
في اضطرابات تبدد الشخصية لا أعرف كيف يشعر الإنسان...لكنه ربما حدث لي في وقت ما من الماضي أو الحاضر القريب...شعور غريب ينفصل (لأننا لم نكتشفه)..لا... شعور رهيب يتصل بالذات ليفصلها عن نفسها وهو ينبذ الواقع والبيئة.(..قلق..اكتئاب..فصام...هيستيريا...)

عودة للنفس

لا فائدة من حقن السكون في حبة الدواء...
كل هذه الأحاسيس الفانية ستزول وأعرف أنها ستنتهي (لماذا أتجاهل معرفتي في كثير من الأحيان)....ما الذي يجعلني أؤمن بنزاهة النهاية؟؟ ألأن هذا وضع غير طبيعي؟.....كم من وضع غير طبيعي أخذته لهفة مسعورة للاستمرار....و استمر، يمكن لكل شيء أن يحدث بطريقته الخاصة...المعهودة..الغريبة..العادية...أو المتجهمة في وجه العادة الخاضعة الراكعة والمستسلمة، ماذا علي أن أفعل لكي تحصل علي أركان السكون؟ أو لكي أحصل على فكرة تجعلني مستقلة....هذه حاجة ملحّة تجعلني أتوق إلى الانفصال الذي يمثل الانعتاق من قيد الهموم...ما الذي يجب أن يحصل؟ وما الشيء الذي قد يقنعني بأني جزء منفصل عن الأحداث؟؟
مشاعر غريبة بالكاد وصلت للتامور (غشاء يحيط بالقلب)..(كيف شعرتي بأنني شيء غريب وأنا منك؟؟)...لا..لا أقصد(لم أحدد بعد)..فقد وصلت إلى ضائقة (التعرف) والتمييز بين ما هو قادم من ذاتك وما هو قادم من مصادر مشتتة ومن الانحرافات الشديدة عن الذات التي لا تقدر على تمحيصها وملاحقتها إلى أبد الآبدين...قد تكون المسافة ومرادفاتها هي السبب في مشاكل الشخصية المبهمة التي تنقض على التمييز...أنت لست خفياً كما تظن....لماذا؟؟..والحق يقال هناك مصائب تنهش من حماس مشاعر المضي في اكتشافات الذات...ومع كل هذا لا توجد حجة قد تصفح للشخص إذا باع (المعرفة الذاتية المرجوة)..... لكن يوجد دائماً شيء (متفرد) و(نادر) ويضارع الوصف ويدنو في وقاره من المعجزات وللتقريب أكثر..هو نفسه ذلك الشيء الذي يهمس في قاعات (الفلسفة الفطرية):أنا سأعطيك الحل..سأقودك إلى النجاة..أنا قوة مصاغة لك فقط لك أنت...إن في أركانك وشعورك ما يستحق البحث حتى الموت..و هناك بذور لم تزدهر بعد لكن الشقاء في سبيل رعايتها هو السعادة التي لا يختلف على جمالها..كل الثقافات تجمع على وجود شيء ما..لكن كل إنسان يعطيه شكلاً خاصاً...
جميع الروحيون يقولون:لا تكن مادياً لترى هذه الأحاسيس وبذور كل الأحلام...بذور جميع الخواطر مغروسة في داخلك بالفطرة...لا يفتقر إليها أي إنسان وإذا أنكرها فهو لا يريد أن يراها...لا يريد أن يصدقها..إنه يبني مقاومة ذاتية ضدها كأمراض المناعة الذاتية التي يقتل فيه الجسم نفسه لأنه يعتقد أنه غريب ( غريب في الغريب) أهوال وأهوال لا تحتمل إلا سبباً واحداً:غربة عن العلم......إنها طاقة جذورها (دعم النفس) تصدر من مواقع لا تهتدي إليها المعرفة البشرية...يفطن الإنسان إلى تناغمها وهو منغمس في غيرها وفي مطامح الدوافع العليا...عود فحبر فقلم فسطر فما بين الأسطر فأنت (الآن أنا أشعر بالإبداع الذي أثلج صدري وقادني إلى الإلمام بسر الفراغ الذي طرق ذهني بنظم لا يمكن له إلا أن يحييني..
وعلى هذا فأنا لم أجهل شيئاً في العالم كما جهلت نفسي ولم أظلم أحداً أكثر مما ظلمتها بشرودي الذي استمر عهوداً طويلة ومملة (فؤاد ما تسليه المدام..وعمر مثلما نهب اللئام...المتنبي).....و ما يعذبني أكثر هو صراخ الصمت الذي يتسارع ويتناهى إلى ما يعد سمعاً إنه تأنيب صارخ مع أنه من طينة اللطف والحنان...والآن وفي كل حين سأبقى على عهد البقاء مع الوفاء..مع إعمار الخيال والآمال التي قاست الاحتمال..سأقول للمشاعر النبيلة القادمة من عقلي الباطن: هاهي ذي رسائلك الواردة قد أصبَحت أنا علمت فيها من أنا...وطفقت في تحقيق ماض نسيت فيه نفسي أو لم أكن أنا...وهكذا أعدت رونق العطر إلى اسمي والأصالة الحديثة إلى عراقة لم أشهدها من قبل كما أتحسسها الآن في انصياعي إلى العقلانية (شاهد على إحياء مفهوم حداثة يرمز إلى لفظ شعوري آخر)......

Pages