في الديوان الشعري "نثار الليل"، تكتشف الشعر في يسر وهو يُحلِّق بعيدًا في سماء المخيِّلة ، ذلك لأن الشاعر هنا يتكئ على تجربته الخاصة التي تمتح خامها من فضائها الماثل والمعاش . هذا هو السِّر في روعة مجموعة ( نثار الليل ) .
You are here
قراءة كتاب نثار الليل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نثار الليل
المقدمة
إزاء (( نثار الليل )) تكتشف الشعر في يسر وهو يُحلِّق بعيدًا في سماء المخيِّلة ، ذلك لأن الشاعر هنا يتكئ على تجربته الخاصة التي تمتح خامها من فضائها الماثل والمعاش . هذا هو السِّر في روعة مجموعة ( نثار الليل ) .
شيء حقيقي يمنح هذه الإشراقات الغنائية مصداقيتها . ثمة عضوية آسرة تجمع بين البساطة في القول ، والعمق الدلالي . فالمفردة الشعرية في ( نثار الليل) تستمد قوَّتها من بلاغة التعبير الشعبي وسلاسته ؛ لأن جهازها اللغوي يرتكز على منظومة ثرية من المفردات الحية المنطوقة التي تنفتح باتساع أمام سلطة الخيال الشعري في تركيب المفردات وصناعة الصورة الشعرية الغنائية . كذلك تنفتح أمام فنون السرد الحكائي في الأغنية والذي يتجلى بوضوح في نص (ذكرى )
من قبل ..
من وقت وانا طفل .. وإنتِ طفل ..
كان شي يجمعنا .
ويكبر مع الأيام ..
ويشدنا لبعض ..
وما نعرفوله معنى .
من قبل ..
كذلك نجد الشاعر إضافة إلى تكريس الحكاية في خدمة النص الغنائي لم يهمل الجانب الحكمي في الذاكرة الشعبية مؤثثاً بأشياء المدينة . فالفضائية في ( نثار الليل ) هي أقرب إلى أمكنة البحر منها إلى الصحراء .
الطير ..
مهما طار غير يواطي .
والموج ..
يتعانق على رمال الشواطي .
وانت وانا ..
زعمه سفرنا وين ؟.
وحبنا ..
لامتى يظل دفين ؟
والحب نور ونار ..
والنار ما تتوارى .
والطير مهما طار ..
لازم يجي لاوكاره .
ومهما تعلى يواطي .
الطير .
إزاء هذا الفيض الشعري الذي يذوّب الحس في كأس الروح . وباقتدار فني لا تعوزه حرارة التجربة ومصداقيتها . الأمر الذي يصل بنا إلى حد الإرتباك والحيرة في الاقتراب أحيانا من عمق المعنى ، خاصة في تلك النصوص التأملية مثل : (( لحظات ، نثار الليل ، الوطن ، وقصتي مع الريح ... )) التي يسعى من خلالها الشاعر ومن زاوية المنظور الشعري بلورة رؤياه الخاصة لعالمه المتخيَل .
إزاء هكذا نص يبرز طموح الكتابة محمولا بموهبة تتسلح بمعرفة القول الذي تتوخى اقتحام فضائه . باقتدار متميز ، تتدرج ثقافة الشاعر كشرط ضروري للاقتراب دائما من النص المختلف والأجد .
مفتاح العمّاري