You are here

قراءة كتاب الموسيقى العربية والأفريقية وأثرهما في موسيقى العالم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الموسيقى العربية والأفريقية وأثرهما في موسيقى العالم

الموسيقى العربية والأفريقية وأثرهما في موسيقى العالم

إن تطور الفن من رسم ثابت على كهوف العصر الحجري، إلى الصور المتحركة على الشاشات المرئية والخيالة، وأشرطة العرض "الفيديو". ومن الدراما اليونانية ذات المسرح المستدير، إلى الدراما الإذاعية المسموعة والمرئية .

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 3

المبحث الأول:الموسيقى العربية قبل فجر الإسلام

من الجزيرة العربية في اتجاه الشمال كانت قوافل العرب تسافر للتجارة، وما يسهل مسافات الصحراء الطويلة على جمالهم وعليهم إلا التسلية بالغناء الذي كان يسمى "حداء الإبل".
وكان العرب يستمعون إلى أغاني الآراميين والآشوريين والكنعانيين، وباتجاه الجنوب كان العرب يستمعون ويعجبون بموسيقى الأحباش.
ولذلك كان لتلاقى موسيقى الشعوب العربية القديمة بموسيقى وأغاني الشعوب المجاورة للجزيرة العربية اثر كبير في وفرة الأنغام والمقامات والإيقاعات وتطوير الغناء والموسيقى، إلى جانب التأثر بالحضارات البابلية والفرعونية والفينيقية وحضارة سبأ.
ومن هذا التأثر والاستماع والاختلاط تشكلت عند العرب ألوان مختلفة من الإيقاعات والألحان ونظم الكلمات وكذلك الآلات الموسيقية.
فظهرت ألوان عديدة من الغناء بصور إيقاعية ولحنية جديدة، فإلى جانب "الحداء" ظهر "السناد"، وكذلك غناء الركبــان، والتغبيـر (أي التهليل) وتردد الصوت بالقراءة، والنشيد الذي يردد في الحروب والغزوات والحان المآتم والحان الغزل والتراتيل الدينية.
وكما سبق للعرب أن تأثروا في هجراتهم المختلفة فقد ازداد تأثرهم بعد تعرضهم لغزوات متعاقبة، "وكان لتحضر بعض المناطق وقيام العمران فيها اكبر دافع للغزاة لكي يخضعوا لحكمهم، ومن هذه الممالك، اليمن، وممالك الشمال (الأنباط، تدمر، الحيرة) والحجاز".
أ. اليمن: كان الفرس والروم يتسابقان على احتلالها لما فيها من الخيرات وأيضا لموقعها الإستراتيجي المهم، وبالفعل خضعت للنشاجى، وبعد ذلك انتصر الفرس على الأحباش وخضعت للفرس. وبذلك امتزجت العلوم والفنون في ارض اليمن بتمازج الحضارات المختلفة، وظهر هذا أيضا على فنون هندسة العمارة.
ب. ممالك الشمال: في هذه الممالك نجد ألوان مختلفة أيضا من الشعر والغناء.
1- الأنباط: لازلنا لحد الآن نستمع إلى القصائد النبطية الغنائية، واصلها من شرق الأردن، وهو غناء شعبي مميز بإيقاعاته وأسلوبه العربي الأصيل.
2- تدمر: لازال للان يوجد معبد الشمس في تدمر، وهو شاهد ازدهار الفنون، وشهدت منطقة تدمر صراعات مع الفرس والرومان، ولم يعفها موقفها على الحياد من تعرضها لغزو الرومان، وانتصرت فيها "الزباء" باختيارها الموت على الهزيمة، كموقف وطني احتجاجي على تعرض بلادها للغزو رغم موقفها الحيادي.
وتاريخ تدمر الفني فيه امتزاج رائع بين مدنية تدمر والمدنيات الأخرى، اليونانية والسورية والفارسية، ووصلت بذلك تدمر إلى قمة الثقافة والعلوم والفنون في عصر ازدهارها الحضاري الغابر".
وكانت تدمر مركزا تجاريا هاما للذهب والصموغ والبضائع الأخرى الواردة إليها من ارض العرب، وكذلك اللؤلؤ الذي يأتيها من البحرين، والمنسوجات التي تأتيها من الهند، وكذلك الفولاذ والعاج.
3- الحيرة وغسان: كان ملوك الحيرة وغسان الذين يُرجعون إلى سلالات يمنية، ولذلك كانت عمارة القصور الرائعة تشبه القصور والعمارة اليمنية ومنها قصرا (الخورنق والسدير)، واهم دور لعبته هاتان المملكتان هو انهما كانتا جسراً عبرت عليه ألوان من حضارة الفرس والروم إلى الجزيرة العربية، واهم هذه الألوان الحضارية هي: الأديان، أنواع المعارف المختلفة، والقراءة والكتابة والفنون الحربية، والثقافة الفنية المنوعة.
ج. الحجاز: لم يستطع النفوذ الأجنبي أن يتوغل في ارض الجزيرة العربية، وظل الحجاز مستقلا، في وقت تم احتلال جميع الممالك العربية الأخرى من الفرس والروم والأحباش.
وفى عام الفيل تمت محاولة من الأحباش، لهدم الكعبة المشرفة، واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء سيد مكة جد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه بإنقاذ الكعبة، فلا قوة لديهم لصد العدوان "فأرسل عليهم طيرا ابابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول".
وما يلفت الانتباه هو الدعاء الذي كان ينشــده عبد المطلب وهو يطــــوف بالبيت منشدا والناس يرددون معه:-
يا رب لا أرجو لهم سواكا
يا رب فامنع منهم حمـاكا
إن عدو البيـت من عاداكا
امنعهم أن يخـربوا قراكا
فهذا الإنشاد الجماعي يدل على أن الشعر الغنائي المنغم كان موجودا في الحجاز ومعروفا منذ القدم، ولعل ذلك كان مأخوذا عن التراتيل الدينية للأديان الأخرى قبل ظهور الإسلام.
وهذا ينفى الادعاء بأن غناء "الحداء والسناد" فقط هي التي كانت موجودة أو معروفة لدى عرب البادية.
ومما تقدم: نرى أن الموسيقى والغناء العربي قبل الإسلام لم تكن فنون شعب منعزل على نفسه، بل أنه تأثر بالعصر الذي ظهرت فيه " ... وكانت الفنون والثقافة العربية في مستوى لا يقل عن مستوى الموسيقى الآشورية والفينيقية والآرامية ..".
وفى العصر الجاهلي كان الموسيقى شاعرا، والشاعر مغنيا، وكان الشاعر إذا لمس في نفسه ضعفا في مستوى صوته لجأ إلى مغنى ليردد عنه أشعاره، وكانت الآلات الموسيقية المنتشرة هي العود، والمزمار، والدفوف، الطبول، وغيرها.

Pages