قراءة كتاب الزهد في الإسلام - قراءة في صفة الصفوة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الزهد في الإسلام - قراءة في صفة الصفوة

الزهد في الإسلام - قراءة في صفة الصفوة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد، فقد شرع لنا رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم سنن الهدى، وخير الهدي هديه، وكان صحابته رضي الله عنهم التطبيق العملي للإسلام وفق التربية النبوية، وكانوا نماذج يقتدى بها ويهتدى بعملها

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2

ابن الجوزي ومنهجية حلية الأولياء

وجه ابن الجوزي في مقدمة كتابه (صفة الصفوة) نقدا إلى منهجية حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني وقد جعل نقده في عشرة أمور قال إنها كدرت الكتاب:
الأمر الأول: أنه أورد في كتابه ذكر جماعة لم ينقل عنهم ما يحقق الغاية من كتابه وهي ذكر أخبار الأخيار وشرح أحوالهم وأخلاقهم ليقتدى بها.
الأمر الثاني: أنه أورد في بعض تراجم كتابه ما لا يليق بالكتاب ولا يحقق غايته، كإيراده قطعة من التفسير في ترجمة كل من مجاهد وعكرمة، وقطعة من التوراة في ترجمة كعب الأحبار. وهذا الإيراد لا يحقق الغاية من الكتاب.
الأمر الثالث: تكرار بعض المعلومات في أكثر من ترجمة، كإيراد كلام الحسن البصري في ترجمته وتكراره في تراجم أصحابه الذين رووا كلامه، وتكرر هذا في أكثر من موضع عن أكثر من شخصية.
الأمر الرابع: إيراده عددا من الأحاديث التي رواها عدد من المترجم لهم، مما لا يحقق غاية الكتاب، وليس موضعه فيه.
الأمر الخامس: إيراده أحاديث كثيرة باطلة موضوعة من غير بيان حالها، مما يوهم من يقرأ الكتاب أنها مقبولة.
الأمر السادس: وهو نقد أسلوبي لاستعمال أبي نعيم «السجع البارد في التراجم» مما لا يحتوي على معنى صحيح. وفي هذا تقديم للفظ على المعنى مما لا يحقق غاية البيان.
الأمر السابع : نسبة عدد من الصحابة ومن بعدهم إلى التصوف، ولم يكن أولئك من المتصوفة بالمعنى الاصطلاحي، لأن التصوف مذهب معروف عند أصحابه لا يقتصر فيه على الزهد.
الأمر الثامن: إطالته في النقل عن بعض المترجم لهم، وبعض ما نقله لا قيمة له، وبعضه غير لائق بالكتاب لأنه لا يحقق غايته، ويعقب ابن الجوزي على ذلك بأنه «خلل في صناعة التأليف، وإنما ينبغي للمصنف أن ينتقي فيتوقى ولا يكون كحاطب ليل».
الأمر التاسع: أنه ذكر أشياء عن الصوفية لا يجوز فعلها، فربما سمعها المبتدئ القليل العلم فظنها حسنة فاحتذاها.
وأورد بعض الأمثلة التي لا يصح أن تنسب إلى المفهوم الشرعي للتوكل، أو بعض الفهوم غير السوية لبعض الآيات الكريمة مما وصفه بالأشياء السخيفة الممنوع منها شرعا.
وهذا النقد يمس المضمون والغاية مما يدل على وعي ابن الجوزي في صناعة التأليف.
والأمر العاشر: أمر منهجي له علاقة بطريقة ترتيب الكتاب، لأنه قدم من ينبغي أن يؤخر، وأخر من ينبغي أن يقدم.
ولم يتبع وجها بينا في الترتيب: فلا هو ذكر المترجم لهم على ترتيب الفضائل ولا على ترتيب المواليد (الترتيب الزمني) ولا جمع أهل كل بلد في مكان (الترتيب المكاني) وربما فعل هذا في وقت ثم عاد فخلط.
هذه الأمور العشرة ألوان من الخلل وردت في كتاب الحلية، وقد أضاف إليها ابن الجوزي خللا آخر تمثل في نقص ثلاثة أمور :
أولها: أنه لم يورد سيرة موجزة للنبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيها : أنه أهمل ذكر عدد كبير ممن عرف عنهم العبادة، مع أنه أورد من هم أقل منهم رتبة في كتابه.
ثالثها: أنه قصر في ذكر عوابد النساء فلم يذكر منهن إلا قليلا.
ذلك نقد ابن الجوزي لكتاب حلية الأولياء الذي جعل كتابه (صفة الصفوة) بديلا يغني عنه.

Pages