أرض الصراع بيننا وبين اليهود في هذا العصر هي الأرض المقدسة المباركة، الواقعة بين النهرين الإسلاميين: الفرات والنيل.
You are here
قراءة كتاب حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية
الصفحة رقم: 4
هي تعي خطورة الموقف
وتواجه هذه القلة المجاهدة بكل الكيد والمكر والحقد والكره، حيث يدرك الأعداء اليهود، وأعوانهم وعملاؤهم، خطورة هذه القلة المجاهدة على مشاريع وبرامج ومخططات اليهود للسيطرة على المنطقة، ويعلم هؤلاء الأعداء أنه لا يقف أمام اليهود إلا هؤلاء المجاهدون، ولا يحصن الأمة إلا المجاهدون، ولا يكشف «زيوف» اليهود إلا المجاهدون، ولا يثبت في المواجهة إلا المجاهدون، ولا يبقى ويستمر إلا أثر هؤلاء المجاهدين، ولا ينفع الأمة إلا جهود هؤلاء المجاهدين.
ويريد الأعداء اليهود وأعوانهم سحق هؤلاء المجاهدين والقضاء عليهم، لتخلو الساحة لليهود، ويتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم.
لكن القلة المؤمنة الواعية المجاهدة تعي هذه الحقيقة، وتدرك خطورة المعركة، وتعرف ما هي مقدمة عليه، وتقف على درجة الخطر، إنها تتصور كل هذا، لكنها لا تهولها التضحيات الجسام، ولا تخيفها الضريبة الباهظة، والثمن المرتفع الذي تدفعه.
إن هذه القلة المؤمنة الواعية البصيرة تعرف طريقها، وقسوة ومشقة ووعورة هذا الطريق، وما يتطلبه من بذل وجهد وتضحية، وما ينتج عنه من آلام ومآس، وتعرف نهاية هذا الطريق المضمونة الأكيدة، التي تحقق لها الفوز والنجاح والكسب، والتي تجعلها تتحمل كل ما دفعته من ثمن باهظ لتنال تلك النتيجة المرجوة، والسعادة المرغوبة.
قلة قبلت التحدي والمواجهة
هذه القلة المؤمنة المجاهدة تقبل على هذه المواجهة مع اليهود، وتدخل ميدان المعركة معهم، وترضى بالتحدي، وهي معتصمة بحبل الله، متوكلة على الله، موقنة بنصر الله، راضية بقدر الله الذي اختارها لهذه المهمة العظيمة، مؤمنة بتحقيق وعد الله، راغبة في نيل مرضاة الله، مزودة بسلاح الإيمان واليقين، والوعي والبصيرة، والصبر والثبات، والجهاد والمواجهة والتحدي.
هذه القلة المجاهدة ثابتة وسط المبدلين، صابرة وسط المرعوبين، شجاعة وسط الجبناء، مستيقظة وسط النائمين، واعية وسط السذج، بصيرة وسط المخدوعين، مهتدية وسط الحائرين، مطمئنة وسط المحبطين، موقنة وسط الشاكين، مجاهدة وسط القاعدين.
تدخل المعركة بهذه النية، وهذه الهمة، هذه العزيمة، وهذه البصيرة، وهذه الثقة، ينطبق عليها في هذا كله قول الشاعر:
وقفت وما في الموت شك لواقف
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة
كأنك في جفن الردى وهو نائم
ووجهك وضاح وثغرك باسم
وتتمثل في تحديها ومواجهتها وجهادها بقول الشاعر:
سأحمل روحي على راحتي
فإما حياة تسر الصديق
وما العيش لا عشت إن لم أكن
لعمرك إني أرى مصرعي
أرى مقتلي دون حقي السليب
لعمرك هذا ممات الرجال
وألقي بها في مهاوي الردى
وإما ممات يغيظ العدى
مهوب الجناب حرام الحمى
ولكن أغذ إليه الخطى
ودون بلادي هو المبتغى
فمن رام موتاً شريفاً فذا