قراءة كتاب الحلم والتوق إلى الحرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحلم والتوق إلى الحرية

الحلم والتوق إلى الحرية

كتاب "الحلم والتوق إلى الحرية"، إنها نصوص أدبية / نقدية حالمة توّاقة ، بل هي همسات قارئة تحاول إيقاظ نصوص إبداعية أخرى – راقدة تحت دِثارها اللغوي – من سباتها ، في ضوء قراءة تأويلية متعمقة ، تطمح إلى ترويض دلالات النصوص المقروءة الجامحة ، في براري الحياة الإ

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 8
فالمهم لدى الكاتب أو القارئ ماذا حدث عموماً !
فالتفصيل، أمائه كانوا هم، أم ألفاً لا يهم سوى المؤرخين أو الدارسين للتاريخ والساسة، والمعنيين بالبحث في هذه المجالات.
"… مسحت يسرى الشيخ بياض لحيته الناصعة، بينما كانت يمناه تداعب ببطء حبات مسبحته المتدلية في سكينة تلمع، وسط الظلام …."
الجميع ينصتون لعمران وهو يروى ما شاهده، بينما شيخ القرية الوقور الذي عركته التجارب، والسنون، يستمع في طمأنينة وإيمان عميقين.
يا له من إيمان، وجلد، جنود الأعداء يعسكرون خلف "جبل عافية" على أبواب، وأعتاب القرية قاب قوسين أو أدنى من مشارفها.
فها هو الشيخ، يداعب مسبحته التي تضفي عليه طابعاً إيمانياً، سمحاً ويالها من شجاعة، مضمخة بالصبر والثقة بالنفس.
فيما كان الشباب يغلي كالمرجل، تحول الشيوخ جانباً، للصلاة والدعاء للمولى بالنصر، وهزيمة الأعداء.
بل يزاوجون بين الاستعداد للمعركة، والتوجه للصلاة لله في آن بقلوب مؤمنة وصفاء نفس مذهل، وطمأنينة عالية.
يأخذ النص في تناميه، وتصاعده الدرامي، ليجسد العمل الجبار الذي سيجمع القرية، على إعلان الرفض والمجابهة.
وفيما كان حشد كبير من الحضور يتوجهون إلى داخل المسجد لأداء الصلاة فجأة يخرج بنا الكاتب بجملة اعتراضيه، ليس لها معنى، أو على الأقل ليس لها ما يبررها إذا وجدنا لها معنى، إذ لم يمهد لها، ولم تفد السياق العام للقصة بل ربما يقول قائل، أنها ربما لحدث ما سيحدث مستقبلاً.
ولكن مصداقا لما أوردناه سلفاً، نستطيع أن نحذف هذه العبارة من النص دون أن يحدث إي خلل على الإطلاق.
ولكنى أعتقد أن الكاتب، زج بها، وربما قصد بذلك التنويع وخلق فسحة مغايرة للسياق العام.
إذ يقول دونما تمهيد مسبق "تذكر أحد الرجال جواده الذي لم يجد له شيئاً الليلة…"
وما أن، يفرغ المصلون من صلاتهم، حتى ينهض الشيخ مُصِدّرا أمره لعمران، أن يصعد المنبر إلى جانبه لينتخب من بين شباب القرية وفرسانها من سيشاركه المعركة المقبلة.
وما أن أنتهى الشيخ عمران من إختيار من سيقومون بالمهمة حتى قررّ الشيخ ومن معه أن نصف العدد من مجاهدي القرية كفيل بهزيمة العدو.
وهذا دليل آخر على الإيمان بالنصر، وعدالة ما يحاربون من أجله فالعدد ليس هو المقياس دائماً – كما ورد في كثير من الآيات والنصوص القرآنية كم من فئةٍ قليلة، غلبت فئةٍ كثيرة، بإذن الله. 
ولنا دليل بين في معركة بدر التي خاضها المسلمين مع الرسول الكريم ضد كفار قريش.
وفيما يجهز عمران نفسه، والنخبة الشابة، التي كلفت معه بالمهمة يسرح بخياله في تداع محبب، يصوغه الكاتب في سطور عذبة ممسوقة، تترادف، كقطرات العطر المنسكب بين الأصابع …
وقف عمران، وعلى عاتقة كل القرية، سنابل قمحها الضاربة إلى الصفرة وعيون أطفالها المملوءة ببريق الصحو، ضحكاتها، وقار شيوخها الأجلاء كلمات ذوات الصدور الرؤومة، غدائر ضفيراتها الجذلى عند البئر مواويل أعراسها الزاهية، شجيرات نخلها الطالع نحو السماء …"
لم يكن اختيار من سيدافع عن القرية بالأمر العسير، أو بالشيء الصعب بل أن العكس هو الذي حدث، فالمهمة مكللة بالموت، ولكن الدفاع عن شرف الوطن ليس بالأمر الذي يستهان به، فكان اندفاع، وتدافع الشباب صورة مشرفة وفي غاية الروعة والبهاء …"نزل"عمران" من على المنبر وكان قرابة الخمسين شاباً تغمرهم الغبطة، والابتهاج، لاختيارهم للمهمة العظيمة …"

Pages