في هذا العمل، لا تذهب الكاتبة الشابة مدية سالم في تأملات إنسانية للعالم والمعرفة، بل تذهب إلى ما هو أبسط من ذلك ويحتاج إلى عين مدرّبة لتلقطه، وهو ما يحدث من تغيرات في القيم والأعراف في المجتمع الإماراتي عبر أحداث واقعية تماما ومن الممكن تحققها مع أي شخص ينت
You are here
قراءة كتاب ما ذنبي يا حبيبي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
*3*
الجميع يظن بأنني المذنبة والأنانية التي تخلت عن زوجها بسبب عجزه، هم جميعاً لا يعلمون أن هذا الملاك هو الخائن الذي طعنني بقلبي دون شفقة، فليقولوا ما يقولوا لن أكترث لهم، يكفيني ألمي وحرقة قلبي التي تشغل بالي وتجعل النوم يجافيني.
دخل كموج هائج لغرفتي، ومن فوره بدأ يصرخ بي والغضب مشتعل في عينيه: "ما الذي فعلته؟ أهكذا تتصرفين مع أم زوجك؟"، نظرتَ إليه بطرف عيني، ومن ثم عدتَ للكتابة كأني لم أسمع شيئاً، وقد زاد فعلي هذا من تأجج غضبه؛ لأنه انقض على الأوراق التي أمامي ورماها بعيداً وأمسك بيدي التي تحمل القلم وشد قبضته علي لدرجة شعوري أن عظامي تتكسر وعاد يصرُخ بنبرة أعلى من قبل، قائلاً: "عندما أسألُك ِ يجب بأن ترُدي علي، مفهوم؟"
حاولتُ بكل قواي أن أتمالك الألم المبرح الذي شعرت به، حتى لا يراه جلياً في وجهي وقلت بصوت ثابت لم يهزه الألم: "كلا ليس مفهوماً"، لأجد يدهُ الأخرى تهجم على خدي الأيمن، ولم يكتفِ بذلك بل أخذ يهزني كالمجنون من ذراعي وقد وصل غضبه ذروتهُ، وصرخ بصوت هز المنزل بمن فيه: "أتعصينني يا سارة؟ أنا أعرفُ كيف أعيد تأديبكِ، وكيف أجعل هذا اللسان يصمت".
وكعادة لغة حواره معي أخذ يضربني ويضربني، حتى خارت قواه، وعندما أفرغ جزءا بسيطا من غضبه قال آمراً: "سوف تعودين لبيت زوجك، والطلاق لن يحصل.. سمعتِ؟ لن يحصل.. فأنا لم أصدق متى تخلصتُ منكِ ومن همكِ".
ليخرج أخيرا.. وأقوم عن الأرض وأنا أمسح سيل دم منبعث من طرف فمي، توجهت ناحية مرآتي لأجد الكدمات تملأ جبيني وخدي الأيسر والدم لا زال يسيل من فمي، رفعتُ يدي لأسبل شعري المتناثر، وليصبح أن شيئا لم يحدث فوجع القلب أشد من ألم الجسد.
Pages
- « first
- ‹ previous
- 1
- 2
- 3