You are here

قراءة كتاب الدين ونشوء العلم الحديث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدين ونشوء العلم الحديث

الدين ونشوء العلم الحديث

كتاب " الدين ونشوء العلم الحديث"، تأليف ريجر هوكاس، ترجمه إلى العربية زيد العامري الرفاعي ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2008، ومما جاء في مق

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 5

1 - 1 - 2 أفلاطون

تأثر أفلاطون ( 429 - 348 ق . م ) كثيرا بالفلاسفة الايلين إذ اعتبر المثل ( Ideas ) المطلقة الثبات هي العالم الحقيقي بينما التغير وعالم الظواهر المرئي ليس سوى صور وهمية ؛ ولهذا تتناسب المعرفة مع درجة أو منزلة الوجود الفعلي لموضوعها [أي موضوع المعرفة] ، بحيث تكون نسبة الحقيقة للمعتقد كنسبة الوجود للصيرورة . "فالمثل" هي النماذج الازلية والتي يكون فيها تكاثر الاشياء المرئية تكاثرا للصور المشوهة وليس تكاثرا للصور الحقيقية فعلا.

أورد أفلاطون ، في محاورته تيماوس ( Timaios ) ، تفسيرا لأصل العالم المرئي وفيه أن صانع العالم ( demiourgos ) ، وهو "خالق" شخصي ، قد صاغ العالم وشكله وفقا لخطة محددة ؛ ولكن نشاطه قد تقيد وتحدد بالامرين التاليين : إذ كان عليه أن لا يتبع تصميمه و خطته بلنموذج المثل الازلية وثانيا كان عليه ان يضع ويترك بصمة المثل على المادة المضطربة العنيدة التي لم يخلقها بنفسه. فصانع العالم قوة منظمة تهب العقل وتضعه في المادة غير العاقلة(8) أكثر مما هو خالق بالمعنى الانجيلي . وما كان باستطاعته فعل شئ سوى محاكاة المثل وحتى هذه لم يقم بها على الوجه الصحيح لأن المادة أبدت مقاومه وممانعة ساعية لتأخيره .

ومن الصعب تعيين موقع صانع العالم في التسلسل الأفلاطوني ، فربما كان هو التجسيد الاسطوري للمثل السامية عن الخير ؛ وعليه لايكون تاريخ أصل العالم غير ترجمة للتسلسل الزمني للعلاقة الوجودية المحضة والتي يرمز فيها صانع العالم الى المثل . وبذلك يتوضح لنا سبب قوله ان صانع العالم خلق الارض والسماوات والالهة و" بضمنها نفسه"(9) . وهنا تظهر صعوبات جمة في التفسير كما أدركها أفلاطون عندما قال : ( أنه لأمر عسير على الفهم أن "صانع"هذا الكون هو مصدره ) (10) .

واعتبر أفلاطون الكون المرئي نفسه كائنا إلهيا ، صورة للإله الأعلى ، أي عالم المثل . وضمن هذا الكون الألهي ، نجد عشيرة الالهة السماوية - النجوم والشمس والقمر والارض - تشمل "الالهة المرئية و الالهة المخلوقة" . وفي محاورات اخرى ، تحمل هذه الاجسام اسماء الالهة الاولمبية ( كان زيوس مكافئ مكان النجوم الثابتة* وهستيا كانت هي الارض )(11) التي مع عدم قدمها أساسا فلم تتحلل ولم تندثرْ ولما كان يستحيل على الإله الازلي خلق الكائنات الأرضية الفانية ، وجب على هذه "الآلهة المخلوقة" أن تتولى خلق أجسام الناس والحيوانات بينما تولى الاله الاعلى أمر أرواح هذه المخلوقات .

رفض أفلاطون المفهوم السفسطي عن الضرورة العمياء للطبيعة ، إذ تحتل الاشياء المرئية التي سماها معارضوه بالطبيعة*Physis ، الموقع الثاني لانها نفسها كانت نتائج العقل والتصميم . وبالتالي استخدم أفلاطون مصطلح Physis ليعبر به عن روح العالم ( مبدأ حركة الكون وحياته ) وعن المثل وحتى عن النجوم . ويجب ان نتذكر اعتبار كل هذه الكيانات " هي كيانات الهية" ، يعني ان أفلاطون حافظ على التراث الاغريقي القديم ولكن بتركيز مختلف حين جعل ال Physis ، وهو عقل العالم ، اله قديم ازلي .

Pages