كتاب " كيمياء عسل النحل " ، تأليف د. علاء السيد أمين ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب كيمياء عسل النحل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كيمياء عسل النحل
النحل والسر العظيم (1و2)
وقد أمر الله سبحانه وتعالى النحلة أن تتَّخذ من الجبال والشجر ومما يعرشون بيوتاً، وأوحى إليها الخالق سرَّه العظيم الذي أودعه إياها بأن تأكل من مختلف الثمرات؛ لتجمع في بطنها خلاصة العديد من أنواع النباتات وقُدرتها على مقاومة الأمراض أو علاجها. ومن حكمة التداوي بعسل النحل أن هذا الدواء الربَّاني له ظروف خاصة تم إنتاجه فيها، ألا وهي أن عملية إنتاج النحل تتم في إطار عبادة النحل لله سبحانه وتعالى؛ حيث يقوم النحل بامتثال أوامر الله أثناء قيامه بصناعة هذا العسل؛ لأن الله خلق النحل كبقية المخلوقات من أجل عبادته وتسبيحه، وذلك في إطار جماعة النحل الآمنة؛ ليكون السر أن يخرج من بطنها شراب مختلف ألوانه، وهو شفاء للناس من كل أمراضهم، وذلك حسب ما جاء في الآية العظيمة التي يحتاج الإنسان إلى تدبُّرها والتفكُّر فيها؛ إذ يقول الخالق جلَّ وعلا: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{. وحقيقةً هذه النحلة فازت بسر عظيم من أسرار الخالق، وحقَّ لها أن تفخر بأنْ خصَّها الله بهذه الميزة دون سائر المخلوقات، ولا شك أن هذا يتم ضمن نِعَم الله التي لا تُعدُّ ولا تُحصى والتي يريد من خلالها اليُسْر بعباده، ويريد لهم الرحمة، التي لا ينالها إلا مَن كان لديه الإيمان الصادق واليقين التام بأن كل ما جاء في القرآن حقٌّ، وأن في عسل النحل شفاءً، وأنه من إبداع الخالق العظيم، وأن يُحسن المرء ظنَّه بالله، ويرجو الشفاء حينما يستخدم العسل؛ لأن الاعتقاد بحقيقة الدواء يمثل نصف الشفاء، فتتحقق آية الشفاء والعافية لقبول المريض بُشرى الشفاء بالعسل قبل حدوث الشفاء، وهنا يلعب العامل النفسي دوره بعناية.
شـــكــل العـســل
وقبل أن نخوض في عرض الآراء العلمية، للإستطباب بالعسل لا نرى بأساً في أن نلقي نظرة سريعة على أوصاف العسل:
من المتعارف عليه أن للعسل أربعة ألوان هي :
1- العسل الأبيض .
2- العسل الكهرماني الفاتح .
3- العسل الكهرماني .
4- العسل الكهرماني الداكن (الغامق. (
ولقد أشار المولى سبحانه إلى اختلاف ألوان العسل في الآية الكريمة ( ثم كلي من كل الثمرات، فاسلكي سبل ربك ذللاً ، يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه). ولكأني بهذه الآية الشريفة، وهي تربط بين اختلاف الأراضي التي يسلكها النحل من جهة أخرى .. تشير إلى حقيقتين علميتين، عن سبب اختلاف ألوان العسل، أقرتها المتابعة العلمية الحديثة .