كتاب " معجم المعارك التاريخية " ، تأليف نجاة سليم محمود محاسيس ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب معجم المعارك التاريخية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
معجم المعارك التاريخية
معركة أجنادين ـ أمير الدهاء
وقعت هذه المعركة في: 28 جمادى الأولى - 13 هجري، في مكان يدعى أجنادين في فلسطين ـ الشام المسلمون بقيادة عمرو بن العاص يحققون انتصاراً هاماً على الروم .
أجنادين الأولى (28 جمادى الأولى 13 هجرية)
كان أول جيش مسلم وصل للأراضى الشامية بعد جيش الاستطلاع الإسلامى، والذى كان يقوده خالد بن سعيد وهو جيش ‘عمرو بن العاص’ المتوجه إِلى فلسطين وكان الجيش الرومى المكلف بمواجهة المسلمين فى تلك المنطقة مرابطاً فى منطقة أجنادين بوادى العربات من غور فلسطين ويقوده القائد الرومى ‘القبقلار’ وكان ‘الروم’ وقتها لا يولون قيادة الجيوش إلا أعلمهم بالكتاب، ومن يحظى برضا القساوسة والرهبان عليه، وكان أيضاً عاقلاً حكيماً، فلما سمع بنزول المسلمين إِلى الشام أراد أن يتعرف على هؤلاء الوافدين الجدد، حيث لم يكن قد اشتبك معهم من قبل، فأرسل عربياً من أهل الشام ليندس فى معسكر المسلمين حتى يأتيه بالأخبار، فدخل الجاسوس العربى ومكث فيهم يوماً وليلة، ثم عاد سريعاً وقال للقائد الرومي كلاماً أفزعه بشدة قال له: بالليل رهبان، وبالنهار فرسان، ولو سرق فيهم ابن ملكهم لقطعوا يده، ولو زنى رجموه لإقامة الحق فيهم، فقال القبقلار: إن كنت صدقتنى لبطن الأرض خير من ظهرها ومن لقاء هؤلاء عليها، لوددت أن حظى من الله أن يخلي بيني وبينهم فلا ينصرني عليهم ولا ينصرهم علي.
شد المسلمون على الروم بكل قوة، وأبدى أبطال المسلمين نوادر رائعة فى الشجاعة والفداء، فلقد وقف الروم على مضيق بين جبلين ليمنعوا تقدم المسلمين، فبرز لهم بمفرده الصحابى الجليل عمرو بن سعيد بن العاص وكان من الأولين، ومن مهاجرى الحبشة، واشتبك وحده مع الروم، وظل يقاتلهم حتى أزالهم عن المضيق، ثم استشهد رحمه الله عند المضيق تماماً، فلما أراد المسلمون العبور أحجموا خشية أن يطأوا جثته بحوافر الخيل، فقال لهم القائد عمرو بن العاص: لقد صعدت روحه إِلى الجنة، وإنما هو جثة لا يشعر بشىء فعبر المسلمون على جثته وتبعوا الروم حتى هزموهم شر هزيمة، ثم عاد عمرو بن العاص ونزل من على فرسه، وجمع أشلاء الشهيد وكفنها ثم دفنه.
واستشهد فى هذه المعركة رجال من الأولين مثل نعيم بن عبد الله النحام وكان إسلامه قبل إسلام عمر بن الخطاب وأيضاً عبد الله بن الطفيل الدوسى، وأيضاً عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بعد أن قتل مئة من أبطال الروم مبارزة واشتباكاً، ثم استشهد رحمه الله وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة، وكان هذا النصر فاتحة للنصر الأكبر يوم اليرموك.